وقال ( عليه السلام ) لبعض أصحابه : يا فلان اتق الله وقل الحق ولو كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك ، يا فلان اتق الله ودع الباطل ولو كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك [1] . وقال ( عليه السلام ) لعلي بن يقطين وكان يتولى أمر الرشيد : يا علي اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاث خصال ، اضمن لنا أن لا ترى مواليا لنا إلا أكرمته فأضمن لك ثلاثا : لا يصيبك حر حديد أبدا ، ولا غم سجن ، ولا ذل فقر أبدا ، قال : فكان لا يرى أحدا من محبي آل محمد ( عليهم السلام ) إلا وصعر خده له [2] . وقال ( عليه السلام ) : من استشار لا يعدم عند الصواب مادحا وعند الخطاء عاذرا [3] . وقال سماعة بن مهران : كتبت إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) أشكو الدين وتغير الحال ، فكتب إلي ( عليه السلام ) : اصبر تؤجر ، فإنك إن لم تصبر لم تؤجر ولم ترد قضاء الله بجزعك . وقال الرضا ( عليه السلام ) : أوصى إلي أبي ( عليه السلام ) فلما فرغ من وصيته ضمني إليه ثم قال : الحمد لله الذي جعلك يا بني خلفا من الآباء وسرورا من الأبناء [4] . الإمام الكاظم ( عليه السلام ) / وفاته وقال ( عليه السلام ) : يا هشام إن لكل شئ دليلا ، ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، ولكل شئ مطية ومطية العقل التواضع ، وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه . يا هشام ما بعث الله عز وجل أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله عز وجل ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله عز وجل أحسنهم عقلا ، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة . يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره . يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله ، من أظلم نور تفكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نار عبرته بشهوات نفسه . يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله عز وجل اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغب
[1] تحف العقول : ص 408 . [2] رجال الكشي : ج 2 ص 731 ح 818 . [3] بحار الأنوار : ج 75 ص 104 ب 49 ح 37 نقلا عن كتاب " الدرة الباهرة " . [4] عيون أخبار الرضا : ج 1 ص 127 ب 35 ح 4 .