نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 94
إنّ الأهمية القصوى التي يحظى بها موضوع ( الخلافة في الإسلام ) كانت تتطلب بالضرورة أن يترجم الرسول الأكرم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) الخطابات الإستخلافية إلى هذا النوع من التفصيل الذي يذكر فيه العدد أولاً ، والخصوصيّات المتعددة الأُخرى التي سوف نقف على خصوصياتها ثانياً . كما ويتطلب الأمر أن تُحوَّل المجملات التي قد تأتي بخصوص هذا الموضوع الخطير إلى مبيّنات واضحة ، ومشخّصة ، لا تقبل التأويل والتشكيك ، وترقى إلى مستوى إقامة الحجّة ، وإظهار البيان الكامل ، في مقام الوفاء بالمقصود والمراد . إنَّ تكريس فكرة ( الخلافة الإسلامية ) من قبل النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) في ذهنية المسلمين بهذا النحو من التعبير يعزّز ما نؤمن به مبدئياً من أنَّ هذه الألفاظ والنعوت المذكورة ل ( الخفاء الاثني عشر ) ، كقوله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) : ( خليفة ) ، أو ( وصيّاً ) ، أو ( أميراً ) ، أو ( قيّماً ) ، أو ( حجَّةً ) . . إنّما يقصد بها الخلافة الواقعيّة التي تحفظ الإسلام من التبدّل ، والتحريف ، والتشويه ، وتصونه من يدّ الظلم ، والجور والسياسات التخريبيّة التي تتلون بألوان شتى ، وتحاول استعباد المسلمين بمختلف الوسائل والأساليب ، ومن كافة المحاور والمنطلقات . وفي الحقيقة إنَّ هذا التفسير لا يحمِّل الحديث المذكور أمراً إضافياً ، ولا يتعسّف في تفسير الألفاظ الواردة فيه إلى حيث التأويلات البعيدة عن المنهج العلمي في التعامل مع المداليل ، بل يسترسل مع الألفاظ في مداليلها الواقعيّه ، وما يسبق إلى الذهن منها في الخطاب الشرعي والعرفي على حدّ سواء . من هنا ، ومن خلال القرائن الإضافيّة التي سوف نذكرها لاحقاً ندرك أنَّه لفي غاية البعد والغرابة أن يكون رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) قد أراد من النعوت التي ذكرها في حديث ( الخلفاء الاثني عشر ) الحكّامَ والأُمراء الذين يمسكون بزمام الحكم عن طريق السيف والغلبة ، ويتحكّمون بمجريات الحياة الإسلامية ، وفقاً لهذا المبدأ المزعوم ، وإنّما يقصد ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) من هؤلاء ( الخلفاء الاثني عشر ) الذين يأتون من بعده ، أولئك النفر الذين يمثّلون نفس الواقع الذي عاشه همومه ، ومارسه بنفسه
94
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 94