نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 120
الإسلامي ظاهراً ، وإن كان ذلك ممكنا معه . . نجد أنَّ هذا التفسير يتجلى بكل وضوح في المواقف والمبادرات التي كان يتقدم فيها الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) ليصحح الأخطاء التي قد يقع فيها من استلم الخلافة الإسلامية الظاهرية قبله ، وتلافي كلّ ما يمكن له تلافيه من الانحرافات التي تعترض مسيرة الشريعة الإسلامية ، ومراقبة التشريع ومبادئه عن كثب ، ومعالجة كلّ حالة يمكن أن تخطو باتجاه التحريف ، والخروج عن السنّة النبوية القاطعة . ومن الطبيعي أنَّ هذا السلوك المسؤول الذي يمارسه الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) تجاه التشريع الإسلامي على الرّغم من أنّه لم يكن متصدياً لشؤون الحكم لا يعني إلاّ تكريس الحقيقة التي أكّدها رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) في حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) من أنَّ هؤلاء الخلفاء سيقومون بهذا الدور طيلة مسيرة الرسالة ، وفي مختلف الظروف التي تكتنف بها ، وفي مختلف العصور والأزمنة ، وإلى حين قيام الساعة . إنَّ ممارسة ( الخلفاء الاثني عشر ) لدورهم الريادي هذا ، وأدائهم لمهام الخلافة التي أنيطت بهم كانت تمارس بغض النظر عن كونهم يجدون الطريق للإمساك بزمام الحكم الشرعي كما حدث في عهد الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) بعد مقتل عثمان ، فتجتمع بذلك الوظيفتان ، أو أنَّ الظرف تحول بينهم وبين ذلك ، فيبقى على عاتقهم الإضطلاع بالدور الحقيقي والأساسي الموكل بهم ، كما حدث لعلي ( عَليهِ السَّلامُ ) في فترة استلام ( أبي بكر ) ، و ( عمر ) ، و ( عثمان ) للخلافة من قبله ، وكما حدث لبقيّة خلفاء الرسول إجمالاً . ثالثاً : عليٌّ خليفة الرسول ووصيُّه إنَّ الأحاديث المتقدمة قد نصّت جميعاً من خلال هياكلها اللفظية المتنوعة على كون هؤلاء ( الخلفاء الإثنى عشر ) هم خلفاء ، وأمراء ، وأوصياء لرسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، وقد تضافرت أحاديث أخرى عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) تؤكد
120
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 120