ومنطوقها ومفهومها ومقاصدها ، لم تجز له الرواية بالمعنى » [1] وجوّز بعضهم ذلك لصعوبة الحفظ ، فذهبوا « إلى جواز الرواية بالمعنى إذا قطع بأداء المعنى بعينه ، لأنّه من المعلوم أنّ الصحابة وأصحاب الأئمّة ( عليهم السلام ) لم يكونوا يكتبون الأحاديث عند سماعها ، ويبعد بل يستحيل عادةً حفظهم جميع الألفاظ على ما هي عليه وقد سمعوها مرّة واحدة ، خصوصاً في الأحاديث الطويلة مع تطاول الأزمنة ، ولهذا كثيراً ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة » [2] . . . ويدلّ عليه أيضاً ما رواه محمد بن مسلم عن الصادق ( عليه السلام ) ; بأنّه قال : « إن كنت تريد معانيه فلا بأس » [3] . * * * وبعد هذه المقدّمة الموجزة نذكر في هذه الخصيصة بعض الأخبار الواردة في مدح كتابة الحديث النبوي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ففي المجلد الأوّل من بحار الأنوار عن جريح عن عطا عن عبد الله بن عمر قال : « قلت : يا رسول الله أقيّد العلم ؟ قال : نعم . وقيل : ما تقييده ؟ قال : كتابته » [4] . أيضاً « عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال : قلت : يا رسول الله أكتب كلّما أسمع منك ؟ قال : نعم . قلت : في الرضا والغضب ؟ قال : نعم ، فإنّي لا
[1] البحار 2 / 164 ح 24 وفيه : « عن الكافي . . . عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص قال : إن كنت تريد معانيه فلا بأس » . [2] انظر الهامش السابق . [3] انظر الهامش السابق . [4] البحار 2 / 147 ح 18 باب 19 .