لكن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « عليكم بالدرايات لا بالروايات » [1] . وقال ( عليه السلام ) : « همّة السفهاء الرواية ، وهمّة العلماء الدراية » [2] . وروي هذا المضمون عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وروي أيضاً بطرق مختلفة وأسناد صحيحة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل » [3] . قال المجلسي ( رحمه الله ) : « أي ينبغي أن يكون مقصودكم الفهم للعمل لا محض الرواية ، ففيه شيئان ; الأوّل : فهمه وعدم الإقتصار على لفظه . والثاني : العمل به » [4] . وهو أحد المعاني المرادة من حفظ الأربعين حديثاً ، والأمر بالدراية والتعقل والرعاية إشارة إلى ما استفدناه . وقد ذكرت في كتاب « جنّة النعيم في أحوال مولانا عبد العظيم - عليه السلام والتكريم - » مفصلاً الأحاديث والأخبار الواردة في المقام . قال رسول الله الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « نضّر الله عبداً سمع مقالتي وحفظها ووعاها وأدّاها ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه » [5] . قال المرحوم المجلسي ( رحمه الله ) : « إذا لم يكن المحدّث عالماً بحقائق الألفاظ ومجازاتها
[1] البحار 2 / 160 ح 12 باب 21 ، كنز الفوائد 2 / 31 من كلام لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) . [2] البحار 2 / 160 ح 13 باب 21 ، كنز الفوائد 2 / 31 . [3] البحار 2 / 161 ح 21 باب 21 . [4] انظر الهامش السابق . [5] البحار 2 / 160 ح 11 باب 21 .