responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 451


نعم ; لقد ساوى بذل خديجة ( عليها السلام ) سيف عليّ ( عليه السلام ) في الإسلام ، وتساويا من قَبلُ في السبق إلى الإسلام ، وفي هذا من الشرف ما يكفي خديجة ( عليها السلام ) ، علاوة على أنّها قامت عن بنت كفاطمة ( عليها السلام ) ، وبها تشرّفت على نساء العالمين .
وقبل نزول الأجل وحلول زمن الفراق والتوجّه إلى العالم الأعلى ظهرت لخديجة الطاهرة من مبدأ المراحم الإلهيّة الخاصّة ، من الألطاف والمراحم ما لا يعدّ ولا يُحصى حتى كانت مسلّية لخاطر النبيّ الرؤوف . ومنذ البعثة والنبوّة لم يقبض عزرائيل وعمّاله روح أحد له تلك الألطاف المتواترة والأفضال المتكاثرة ، ولم يكن يومها على وجه الأرض امرأة بل حتّى رجل بصلابة الإيمان وحسن الإسلام الذي كانت عليه خديجة . حيث كان في ذلك الزمان أربعة نفر ; رجلان وامرأتان من كل ما أظلّته السماء من شيوخ وشبّان ورجال ونسوان ، كانوا أركان العالم وقوّام الشرع ، أمّا الرجلان فأمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) وأبوه أبو طالب الذي تُوفّي في عام الحزن ، وأمّا النساء فخديجة الطاهرة وبنتها فاطمة المطهّرة .
والآن انظر إلى ما دَاخَل السيّد المختار من فقدان هذين الركنين .
والرواية المشهورة على أنّ ملائكة الرحمة جاءت بالكفن لخديجة ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج في جنازتها وهو في غاية الحزن ، ونزل في قبرها ووسّدها بيده الشريفة في لحدها ، وقبرها المطهّر في الحجون من مكّة في مقبرة المعلّى قبالة قبر آمنة بنت وهب أمّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد بُني على قبرها قبّة سنة سبعمائة وسبع وعشرين ، ولا زال أهل مكّة يزورون تلك التربة الزاكية والبقعة السامية لإظهار الخلوص والمحبّة ، فيُنشدون الأشعار وينظمون القصائد ويعلّقونها هناك ، ويخرجون يوم ولادة الرسول من بيت خديجة إلى مزارها ، يحتفلون ويبتهجون ،

451

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست