responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 431


منذ ابتداء الوحي والبعثة وإبلاغ الأحكام يودع أنفس جواهر الإيمان في مخزن الوجود المقدس لعزيزته ، ويعلّمها المعارف والعلوم ، فكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الفرد الكامل من الأقربين في استعداده الفطريّ - على صغر سنّه - ومن بعده فاطمة ( عليها السلام ) ، ولذا انصبّ اهتمام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في السنوات التسع على إكمال التربية فقط ، ولهذا قالت أسماء عن فاطمة ( عليها السلام ) وهي في الثامنة من عمرها : « ما رأيت امرأة أأدب منها » وقال الراوي متعجّباً من اجتهادها في العبادة : ما رأيت امرأة أعبد منها » [1] لقد تورّمت قدماها من العبادة . وكمال الإنسان في هاتين القوّتين العاقلة والعاملة . وقد تميّزت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عن جميع النساء في جوهر العقل والعمل ، فلمّا دخلت في كفالة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واستترت في حجلة العصمة كشفت الذخائر العلوية المكتومة والخزائن المكنونة ، فلم يخفى عنها شئ ولم يبقى دونها سرّ سلام الله عليها ، وكان مولى الأولياء يخبرها بما يسمعه عن سيّد الأنبياء ، فكانت تستفيض من كلام أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ففاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تلقّت التربية المباشرة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تسع سنين قضتها في كنفه ، ثمّ انتقلت إلى حمى الولاية فكانت تستفيد الأحكام والمعارف الجديدة بالواسطة .
والآن هل يمكن أن تقاس هذه المرأة بنساء الأوّلين والآخرين ، أو بمريم وغيرها من نساء العالمين ؟ !
وتربية هذا الإنسان الكامل في القابليّة يقتضي قابلاً من جنسه ، ويمكن الاستدلال على أنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت أوّل من آمن من النساء بالله ورسوله



[1] بحار الأنوار 43 / 75 ح 62 باب 3 ; 43 / 84 ح 7 باب 4 .

431

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست