responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 430


لفاطمة ( عليها السلام ) بالأنوار الإلهية والفيوضات الغيبيّة القويّة ، فلمّا بلغت وفرغ عن كفالتها الظاهرة والباطنة ، وجد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كاملة جامعة مبرّءة من كلّ نقص ، ولذا كانت فاطمة أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خلقاً وخلقاً ، ذاتا وصفة ، هدياً وسمتاً ، قولاً وفعلاً . وهو معنى قوله تعالى ( وأنبتها نباتاً حسناً ) [1] وكفّلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ومن الواضح المبرهن عليه - أيضاً - أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بُعث للإرشاد والهداية وتكميل العباد ، وكانت دعوته بمستويين : دعوة عامّة ودعوة خاصّة . أمّا الخاصّة فكانت لعشيرته والأقربين ، وأمّا العامّة فللعامّة . ولا شك في أنّ ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت ألصق الموجودين به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأقرب المقرّبين إليه من عشيرته الأقربين بحسب القرب الصوريّ والمعنويّ ، وكان لها استعداداً فطريّاً خاصّاً ، فكيف يقصّر والحال هذه في إكمال بضعته ؟ !
قال الشيخ السعدي :
چون بود أصل جوهري قابل * تربيت را در أو اثر بأشد هيچ صيقل نكو نتاند كرد * آهنى را كه بد گهر بأشد [2] وإنّ الأب ليعطي - بدافع المحبّة الفطرية التي جبله الله عليها - كلّ ما يدخر وكلّ ما يحسبه الأفضل لولده ، ويدّخر له كلّ ما يحتاجه لوقت الحاجة ، ويسلّمه قطائعه ونفائسه ، ولم يكن لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولداً أعزّ من فاطمة ( عليها السلام ) ، لذا فإنّه كان



[1] آل عمران : 37 .
[2] يقول : إذا كان الأصل جوهراً قابلاً ، أثّرت فيه التربية والصقل . فالصقل الجيّد لا يمكن جعله حديداً رديئاً ذا جوهر رديء .

430

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست