responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 429


ورسول الله أفضل من زكريا وفاطمة أفضل من مريم ( عليها السلام ) [1] .
وقالت خديجة ( عليها السلام ) - كما مرّ في حديث سابق - : إنّي أفضل من حنّة أم مريم ، وبعلي أفضل من بعلها .
هذا ; وقد كفل زكريا مريم بالقوت والخبز والحماية الكاملة حتّى نشأت وبلغت ، وكذا كفل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مريم الكبرى فاطمة الزهراء حتّى بلغت .
أقول : إنّ الخالة بمنزلة الأم ، ولكنّها لا تصير أُماً ، وزوج الخالة قد يحلّ محلّ الأب ولا يكون أباً ، وعليه فإنّ كفالة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخديجة ( عليها السلام ) أفضل وأقوى من كفالة حنّة وزكريّا .
بل إنّ كفالة الأب والأم من الواجبات المفروضة والتكاليف الإلهيّة ، والإنفاق على الأولاد وتوفير مؤونتهم وتربيتهم من مقتضيات الطبيعة البشريّة وآثار الحبّ الفطريّ الطبيعيّ .
والتربية تكون حسب الاستعداد والقابليّة والكمال الذاتيّ النفسانيّ للمربّي ، ولا بدّ من التماثل والتشابه والسنخيّة بين المربّي والمربّى ، فجوهر الذات القدسيّة الفاطميّة مأخوذ من جوهر الذات المقدسة المصطفويّة ، ونورها مستلّ من نور الأنوار ، وبناءً على ما ذكر تظهر صفات المربّي في المربّى بالملازمة وكثرة المجاورة .
يعني إنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ربّى فاطمة ( عليها السلام ) على النعمة الظاهرة والحضانة الصورية التكليفيّة ، كما أنّه غذّاها في تلك المدّة القليلة بالخصال الحسنة والصفات الممدوحة من النعم المعنويّة والأغذية الروحانيّة ، واصطفاها على نساء العالمين ، وزقّها الملكات الكاملة كما يزقّ الطائر فرخه ، فقوّى نبيّ الرحمة قوى الوجود المقدّس



[1] انظر البحار 43 / 48 ح 46 باب 3 .

429

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست