خمس خصائص من الخصائص الثلاثين في إبداع نور فيض ظهور فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) الخصيصة الأُولى ابتداء خلقها وإبداع نور المخدّرة الطاهرة ( عليها السلام ) ذكرنا فيما سبق معنى النوريّة السماويّة ، ونذكر في هذه الخصيصة - إن شاء الله تعالى - الأخبار الدالة على خلقتها النورانيّة ، وما ذهب إليه الفريقان من العقيدة الراسخة الثابتة للشيعة الإماميّة ، وما ذهب إليه العامّة العمياء . وقد اتّفق الفريقان على أنّ نور الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الموفور السرور كان في أوّل الإيجاد ، لم يسبقه سابق ولا تقدّمه متقدّم . واتّفق الفريقان على رواية حديث « أوّل ما خلق الله نوري » [1] ; ومن نوره المقدس انسلت بقيّة الأنوار وظهرت في عرصة الوجود ، فهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنور الأنوار . وفي الحديث « خلق الله الأشياء بالمشيئة » [2] ، والمشيئة بنفسها تعني أنّ وجوده لم يكون مسبوقاً بوجود آخر ، وأنّ كلّ الموجودات معلولة لوجوده المبارك
[1] البحار 1 / 97 ح 7 باب 2 . [2] البحار 4 / 145 ح 19 باب 4 .