ورسوله وارتفعت المغايرة ، وإلاّ لما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « رضا فاطمة رضاي وسخط لفاطمة سخطي » [1] . وقد استفاد المرحوم المجلسي من هذا الحديث ونظائره عصمة الزهراء ( عليها السلام ) [2] . وقد نزل في رضا فاطمة آي الذكر الحكيم في قوله : ( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) [3] . روي في سبب نزولها أنّه دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على فاطمة وعليها كساء من ثلّة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمّا أبصرها ، فقال : يا بنتاه ! تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة ، فقد أنزل الله عليّ ( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) [4] . وأمّا المرضيّة : وهذا اللقب المبارك يأتي في الذكر الحكيم وفي الروايات ضمن أوصاف النفس المطمئنّة ، ويذكر بعد الراضية ، إلاّ أنّه أشرف وأقوى من حيث ما قاله النيسابوري في تفسيره : إنّ الراضية هي النفس الراضية والمسلّمة لكلّ المقدّرات الكائنة والأحكام الجارية التي تصلها من الله . أمّا المرضيّة : فهي التي رضى الله عنها فصارت مرضية للحقّ تعالى . ففي الأُولى الرضا من العبد ، وفي الثانية الرضا من الله ، والمناط رضا الحقّ عن العبد ، لأنّ العبد إذا رضي عن الله رضي الله عنه ، كما يقال : « رضي الله عنه ورضي عنه » . وفي مجمع البحرين : الراضية وهي التي رضيت بما أوتيت ، والمرضيّة هي التي رضى عنها [5] .
[1] البحار 28 / 357 ح 66 باب 4 وفيه : « رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي » . [2] وستسمع فيما بعد كلاماً جديداً ومطالب مفيدة عن عصمة الزهراء ( عليها السلام ) . ( من المتن ) [3] الضحى : 5 . [4] مجمع البيان 10 / 382 ، تفسير الصافي 5 / 341 ، المناقب [5] انظر مجمع البحرين 1 / 185 مادة « رضا » .