وقد بيّنت ذلك بياناً وافياً في رسالة « إرائة الطريق لمن يؤمّ البيت العتيق » وذكرت الكتب الممدوحة . قال أردشير بن بابك : « كما أنّ النفس تصلح على مخالطة الشريف الأريب الحسيب ، كذلك تفسد بمعاشرة الخسيس . . . وكما أنّ الريح إذا مرّت بالطيب حملت طيباً تحيا به النفوس وتتقوّى به جوارحها كذلك إذا مرّت بالنتن فحملته ألمت به النفس وأضرّ بأخلاقها إضراراً تامّاً » [1] . وكذلك قراءة الكتب منها ما يصلح ومنها ما يفسد العقيدة « والفساد أسرع إليها من الصلاح إذ كان الهدم أسرع من البناء » [2] . وفي هذا المضمون قيل : عاشر أخا ثقةً تحظى بصُحبته * فالطبع مكتسب من كلّ مصحوب فالريح آخذة ممّا تمرّ به * نتناً من النتن أو طيباً من الطيب فكلّ مجلّد كتاب ولكن قد لا يمكن قراءته لأنّ مطالعته خطأ بعيد عن جادة الصواب وحفظه يوجب الضلال ويوهم الخيال . قال أردشير بن بابك - أيضاً - : « وقد يجد ذو المعرفة في نفسه عند معاشرة السفلة الوضعاء شهراً فساد عقله دهراً » [3] . وكذلك مطالعة الكتب الموضوعة والمؤلفات غير المشروعة قد يكون ضرر يوم من مطالعتها يدوم اسبوعاً وسنة وعمراً ودهراً وقد يبدّل العقائد الحقّة إلى عقائد فاسدة .
[1] مروج الذهب 1 / 268 . [2] مروج الذهب 1 / 268 . [3] مروج الذهب 1 / 268 .