نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 460
الشورى ، ولعمري لو قدر أصحابه على دفعه [1] عنه ( عليه السلام ) ، كما دفع العباس رضوان الله عليه ، ووجدوا إلى ذلك سبيلاً لدفعوه . فأما تقديمكم العباس عليه ، فإن الله تعالى يقول : ( أجعلتم سقاية الحاج ، وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله ، لا يستوون عند الله ) . والله ، لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب والفضائل ، والآي المفسرة في القرآن خلة واحدة في رجل من رجالكم . أو غيره ، لكان مستأهلاً متأهلاً للخلافة ، مقدماً على أصحاب رسول الله بتلك الخلة . ثم لم يزل الأمور تتراقى به إلى أن ولي أمور المسلمين ، فلم يعن بأحد من بني هاشم إلا بعبد الله بن عباس ، تعظيماً لحقه ، ووصلة لرحمه ، وثقة به ، فكان من أمره الذي يغفر الله له . . ثم . . نحن وهم يد واحدة - كما زعمتم - حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم . وضيقنا عليهم ، وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم . . ويحكم ، إن بني أمية إنما قتلوا من سل منهم سيفاً ، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملاً ، فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ، ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات ، ونفوس دفنت بغداد والكوفة أحياء ، هيهات ، إنه من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره . . وأما ما وصفتم في أمر المخلوع ، وما كان فيه من لبس ، فلعمري ما لبس عليه أحد غيركم ، إذ هونتم عليه النكث ، وزينتم له الغدر ، وقلتم له : ما عسى أن يكون من أمر أخيك ، وهو رجل مغرب ، ومعك الأموال والرجال ، نبعث إليه ، فيؤتى به ، فكذبتم ، ودبرتم ،
[1] في الترجمة الفارسية هكذا : " على دفع علي ( عليه السلام ) عنها إلخ " .
460
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 460