نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 229
العلويين في ذلك . . ونحن إن كنا لا نستبعد من المأمون ما ذكره ابن القفطي هنا لكننا لا نستطيع أن نعتبر أن هذا كان من الأسباب الرئيسية لدى المأمون ، إذ لا نعتقد أن المأمون كان من السذاجة بحيث يجهل أن بقية العلويين لم يكونوا - إجمالاً - على الحال التي كان يريد أن يظهرهم عليها للناس ، وأنهم كانوا أكثر تديناً والتزاماً من أي فئة أخرى على الإطلاق . . هذا . . ولسوف نرى أن أحمد أمين المصري يأخذ برأي ابن القفطي هذا . لكنه ينظر فيه إلى خصوص أئمة أهل البيت ( عليه السلام ) ، كما سيأتي بيانه ، وبيان مدى خلطه وفساده في الفصل التالي . وفيه دلالة على أن الفضل كان مخدوعاً ، وعلى أن المأمون لم يكن مخلصاً فيما أقدم عليه . . د - : إنه لا بد لنا من الإشارة هنا إلى أن أكثر ثورات العلويين ، التي قامت ضد المأمون - قبل البيعة للرضا ( عليه السلام ) طبعاً - كانت من بني الحسن ، وبالتحديد من أولئك الذين يتخذون نحلة الزيدية ، فأراد المأمون أن يقف في وجههم ، ويقضي عليهم ، وعلى نحلتهم تلك نهائياً ، وإلى الأبد ، فأقدم على ما أقدم عليه من البيعة للرضا ( عليه السلام ) بولاية العهد . هذا . . وقد كانت نحلة الزيدية هذه - شائعة في تلك الفترة ، وكانت تزداد قوة يوماً عن يوم ، وكان للقائمين بها نفوذ واسع ، وكلمة مسموعة ، حتى إن المهدي قد استوزر يعقوب بن داوود ، وهو زيدي ، وآخاه ، وفوضه جمع أمور الخلافة [1] . وعلى حد تعبير الشبراوي : " . . فولاه الوزارة ، وصارت الأوامر كلها بيديه ، واستقل يعقوب حتى حسده جميع أقرانه . . " [2] .
[1] البداية والنهاية ج 10 / 147 ، وغيره من كتب التاريخ ، فراجع فصل : مصدر الخطر على العباسيين ، [2] الإتحاف بحب الأشراف ص 112 .
229
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 229