نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 228
ثم فكر : أنه إذا فعل هذا بالعوام زادهم إغراء به ، فنظر نظراً دقيقاً ، وقال : لو ظهروا للناس ، ورأوا فسق الفاسق منهم ، وظلم الظالم ، لسقطوا من أعينهم ، ولانقلب شكرهم لهم ذماً . ثم قال : إذا أمرناهم بالظهور خافوا ، واستتروا ، وظنوا بنا سوءاً ، وإنما الرأي : أن نقدم أحدهم ، ويظهر لهم إماماً ، فإذا رأوا هذا أنسوا ، وظهروا ، وأظهروا ما عندهم من الحركات الموجودة في الآدميين ، فيحقق للعوام حالهم ، وما هم عليه ، مما خفي بالاختفاء ، فإذا تحقق ذلك أزلت من أقمته ، ورددت الأمر إلى حالته الأولى . وقوي هذا الرأي عنده ، وكتم باطنه عن خواصه . . وأظهر للفضل ابن سهل : أنه يريد أن يقيم إماماً من آل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه . وفكر هو وهو : فيمن يصلح ، فوقع إجماعهما على الرضا ، فأخذ الفضل بن سهل في تقرير ذلك . وترتيبه وهو لا يعلم باطن الأمر . وأخذ في اختيار وقت لبيعة الرضا ، فاختار طالع السرطان ، وفيه المشتري الخ " [1] . ثم ذكر أن عبد الله بن سهل أراد اختبار المأمون ، فأخبره أن البيعة لا تتم إذا وقعت في ذلك الوقت ، فهدده المأمون بالقتل إن لم تقع البيعة في ذلك الوقت بالذات ، لأنه سوف يعتبر أنه هو الذي أفسد عليه ما كان دبره الخ . . وابن القفطي هنا ، لا يبدو أنه يعتبر الإمام الرضا ( عليه السلام ) من أولئك الذين يريد المأمون إظهار تفاهاتهم للناس ، ولكنه يوجه نظره إلى بقية