نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 221
لخير دليل على مدى تحرر الشيعة في زمن الرضا ، واتساع نفوذهم ، وعلى أن شخصية الرضا ( عليه السلام ) ، كانت قد استقطبت قطاعاً واسعاً ، إن لم نقل : أنه القطاع الأكبر من الأمة الإسلامية ، في طول البلاد وعرضها ، في تلك الفترة من الزمن ، وقد تقدم بعض ما يدل على ذلك ، فلا نعيد . الهدف الخامس : هذا . . ونستطيع أن نقول أيضاً : إنه كان يريد أن يقوي من دعائم حكمه ، حيث قد أصبح الحكم يمتلك شخصية تعنو لها الجباه بالرضا والتسليم ، ولقد كان الحكم بأمس الحاجة إلى شخصية من هذا القبيل . في مقابل أولئك المتزلفين القاصرين ، الذين كانوا يتجمعون حول الحكم العباسي ، طلبا للشهرة ، وطمعا بالمال ، والذين لم يعد يخفى على أحد حالهم ومآلهم . . وعلى الأخص بعد أن رأى فشلهم في صد حملات علماء الملل الأخرى ، والذين كانوا قد ضاعفوا نشاطاتهم ، عندما رأوا ضعف الدولة ، وتمزقها ، وتفرقها إلى جماعات وأحزاب . نعم . . لقد كان الحكم يحتاج إلى العلماء الأكفاء ، والأحرار في تفكيرهم ، وفي نظرتهم الواعية للإنسان والحياة ، ولم يعد بحاجة إلى المتزلفين ، والجامدين ، والإنهزاميين ، ولهذا نراه يستبعد أصحاب الحديث الجامدين ، الذين كان أكثرهم في الجهة المناوئة له ، يشدون من أزرها ، ويقيمون أودها . . ويقرب المعتزلة : كبشر المريسي ، وأبي الهذيل العلاف وأضرابهما . ولكن الشخصية العلمية ، التي لا يشك أحد في تفوقها على جميع أهل الأرض علماً وزهدا ، وورعاً وفضلاً الخ . كانت منحصرة في الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، باعتراف من نفس المأمون ، كما قدمنا ، ولهذا فقد كان الحكم يحتاج إليها أكثر من احتياجه لأية شخصية أخرى ، مهما بلغت .
221
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 221