نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 182
بعض أمواله ، ولا يدخل في الشورى ، فإنهم سيطلبونه ، وسيضربون إليه آباط الإبل - قال المعتزلي : " ليس هذا الرأي عندي بمستحسن ، لأنه لو فعل ذلك لولّوا عثمان ، أو واحداً منهم غيره . ولم يكن عندهم من الرغبة فيه ( عليه السلام ) ما يبعثهم على طلبه ، بل كان تأخره عنهم قرة أعينهم ، وواقعاً بإيثارهم ، فإن قريشاً كلها كانت تبغضه أشد البغض . . " . إلى أن قال : " ولست ألوم العرب ، ولا سيما قريشاً في بغضها له ، وانحرافها عنه ، فإنه وَتَرَها ، وسَفَك دماءها " . ثم ذكر . . أن الأحقاد باقية ، حتى ولو كان إسلامهم صحيحاً ثم قال : " لا كإسلام كثير من العرب ، فبعضهم تقليداً ، وبعضهم للطمع والكسب ، وبعضهم خوفاً من السيف ، وبعضهم على طريق الحمية والانتصار ، أو لعداوة قوم آخرين ، من أضداد الإسلام وأعدائه " [1] . وبعد . . فإن الناس في تلك الظروف الحرجة ، لم يكونوا ليتركوا علياً ( عليه السلام ) يترك المدينة ، وهم الذين بقوا يلاحقونه أياماً من مكان لمكان حتى بايعوه . . 2 - وأمَّا بالنسبة لانتظاره ( عليه السلام ) حتى تضرب إليه العرب آباط الإبل فإن الإمام الحسن ( عليه السلام ) نفسه لم ينتظر ذلك ، حينما بايعوه بعد استشهاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . . كما أنه هو نفسه يقول ، وهو يتكلم عن قضية التحكيم ، فيما يرتبط بابن عمر : " . . . وثالثة : أنه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار ، الذين يعقدون الإمارة ، ويحكمون بها على الناس " [2] . وبعد . . فهل أن تغيُّب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن المدينة سيمنع
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 399 / 300 . [2] قد تقدمت المصادر لهذه القضية عن قريب ، وإن لم نذكر نصها كاملاً .
182
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 182