نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 183
الأمويين ، وغيرهم من الذين في قلوبهم مرض ، من اتهامه بالتحريض على عثمان ، وتأليب الناس عليه ؟ ! . وها هو تغيب إلى ينبع حسبما تقدم . . فلم يمنعهم ذلك من الافتراء عليه ، ( عليه السلام ) . . 3 - وأما بالنسبة إلى أنه ( عليه السلام ) لم يكن راضياً بقتال أبيه لطلحة والزبير كما يقول طه حسين ؛ فلا يصح أيضاً ، لأنه هو نفسه قد ذهب إلى الكوفة وعزل أبا موسى الأشعري ، وحرض الناس واستنهضهم للالتحاق بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ليحارب بهم عائشة وطلحة والزبير . كما أنه هو نفسه قد شارك في هذه الحرب شخصياً . ولعل المقصود من الروايتين وأشباههما هو اتهام الإمام علي ( عليه السلام ) بالاعتداء على عثمان ، والاشتراك في قتله ، أو لا أقل من تحريضه على ذلك . . ثم الطعن في خلافته بعدم اجتماع كلمة المسلمين عليه ، ثم تبرير موقف المتخاذلين عن نصرته [1] . هذا . . ويلاحظ هنا : ألف : إن الظاهر هو : أن نهي أمير المؤمنين عن البقاء في المدينة ، قد كان من قبل أسامة بن زيد ، ثم نُسِبَ إلى الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، مع بعض التحوير والتطوير ، فقد روي : أن أسامة قال لعلي ( عليه السلام ) : " يا أبا الحسن ، والله إنك لأعز علي من سمعي ، وبصري ، وإني أعلمك : أن هذا الرجل ليقتل ، فأخرج من المدينة ، وصر إلى أرضك ينبع ، فإنه إن قتل وأنت بالمدينة شاهد ، رماك الناس بقتله ، وإن قتل وأنت غائب لم يعذل بك أحد من الناس بعد . . فقال له علي : ويحك ، والله إنك لتعلم : أني ما كنت في هذا الأمر إلا كالآخذ بذنب الأسد ، وما كان لي فيه ، من أمرٍ ولا
[1] راجع بعض ما تقدم في كتاب صلح الإمام الحسن للعلامة السيد محمد جواد فضل الله رحمه الله ص 211 - 219 .
183
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 183