نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 181
دار [1] . فكيف إذا كان ذلك الذي ينسب إليه مما يأباه حتى الرعاع من الناس ، فضلاً عن خامس أصحاب الكساء ، وأشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلقاً وخُلُقاً وهدياً ، وسلوكاً ، ومنطقاً . رابعاً : وبعد . . فهل يعقل أن يكون الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، الذي عاش في كنفي جده النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبيه علي . . الإمام الحسن ، الذي كان بحراً من العلم لا ينزف ، وقد أجاب منذ طفولته على الأسئلة التي أحالها إليه جده ، ثم أبوه بعد ذلك ، كما تقدم ، هل يعقل : أنه لم يكن يحسن الوضوء [2] ؟ ! خامساً : إنه إذا كان ( عليه السلام ) عثمانياً بالمعنى الدقيق للكلمة - كما يزعمه طه حسين فإنَّ معنى ذلك : هو أنه يبارك جميع تصرفات عثمان ، وأعماله التي تخالف كتاب الله وسنة نبيه [3] . وهذا مما لا يحتمل في حقه ( عليه السلام ) . . وهو الذي يذكر في تعريفه للسياسة : أن من جملة مراعاة حقوق الأحياء : أن تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه ، إذا حاد عن الطريق السوي . . فإن من الواضح : إن عثمان وعماله ، قد كانوا من أجلى مصاديق كلمته هذه ، كما قرره طه حسين نفسه . سادساً : وبالنسبة للرواية الأخرى نقول : 1 - إن ما ذكرته ، من أنه أشار على أبيه بترك المدينة . . لم يكن بالرأي السديد إطلاقاً . . فإن طلحة والزبير ، وغيرهما من الطامعين والمستأثرين ، قد كانوا ينتظرون فرصة كهذه . . . قال المعتزلي ن وهو يفند الرأي القائل بأنه كان على أمير المؤمنين أن يعتزل الناس ، وينفرد بنفسه ، أو يخرج عن المدينة إلى
[1] راجع إن شئت : كشف الغمة للأربلي ج 1 ص 143 - 148 فقد ذكر روايات كثيرة جداً . [2] سيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 ص 544 . [3] سيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 ص 545 .
181
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 181