responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 136


الإسلامية السامية ، وتؤثر في صنع ، ثم في بلورة خصائصه الأخلاقية ، على أساس تلك المعاني التي فجرتها العقيدة في داخل ذاته ، وفي عمق ضميره ووجدانه .
نعم . . لقد اتسعت رقعة الإسلام خلال عقدين من الزمن اتساعاً هائلاً ، يفوق أضعافاً كثيرة جداً ما تم إنجازه على هذا الصعيد في عهد الرسول الأعظم صلى عليه وآله وسلم . ولكن الفارق بينهما كان شاسعاً ، والبون كان بعيداً ، فلقد كان الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) لا يكتفي من الناس بإظهار الإسلام والتلفظ بالشهادتين ، ثم ممارستهم السطحية لبعض الشعائر والظواهر الإسلامية ، وإنما كان يرسل لهم المعلمين والمرشدين ، والمربين ، ليعلموهم الكتاب والحكمة ، وأحكام الدين [1] .



[1] راجع : التراتيب الإدارية ج 1 ص 477 و 248 ، وقد أرسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلمهم ، كما أنه ( صلى الله عليه وآله ) في عهده لعمرو بن حزم يأمره بتعليمهم ( راجع مكاتيب الرسول كتابه ( صلى الله عليه وآله ) لعمرو بن حزم ) . وفي التراتيب الإدارية ج 1 ص 41 : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتهدد من لا يعلم جيرانه . وفي البخاري هامش فتح الباري ج 1 ص 166 يقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لوفد عبد القيس : " ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم " . وفي غزوة بئر معونة قتل العشرات ممن أرسلهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) لتعليم الناس أحكام الدين . وليراجع غزوة الرجيع وغير ذلك كثير جداً لا مجال لتتبعه . . ولكن قال بعض المحققين : إن قسطاً عظيماً من الفتوح الإسلامية كان في إيران ، ونرى كثيراً من العلماء والمتعبدين من الإيرانيين في زمن التابعين ، ولا يمكن نشوء هؤلاء إلا بالتعليم والإرشاد ، من قبل الصحابة والتابعين وأهل المدينة ، فعدم ذكر هذه الإرشادات لا يدل على عدم وجودها . ونقول : إن ما ذكره قد كان بعد عشرات السنين من هذه الفتوحات . . كما أن كمية العلماء والمتعبدين التي أشار إليها ، لا تتناسب مع حجم الفتوحات هذه . كما أنهم إنما كان المتعبدون منهم ممن يعيشون في المناطق القريبة من البلاد الإسلامية . وعلى كل حال ، فإن ذلك رغم أنه لم يكن في المستوى المطلوب ، ولا في المناطق البعيدة ، وكان بعد مضي جيل أو جيلين أو أكثر لم يكن نتيجة لجهود الهيئة الحاكمة ، بل هو نتيجة جهود أفراد مخصوصين دفعهم شعورهم بالمسؤولية ، ولا سيما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طيلة أيام حكمه ، ثم جهود سائر الأئمة ، والصحابة المخلصين .

136

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست