responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 81


كانت نتائجه . . كما أنه لو كانت النتائج على خلاف ما يرغب ، يمنحه الفرصة والمبرر للاستمرار في خطته المرسومة ، القاضية باحتواء الإمام ، ورصد كل حركاته وسكناته . . إلى أن تحين الفرصة المناسبة لإيراد الضربة الأخيرة ، في عملية التصفية الجسدية ، التي يعد لها - إن اقتضى الامر ذلك - في الوقت المناسب . .
هذا كله . . عدا عن أن الفرصة تكون متاحة له للنيل من شخصية الإمام ، وإسقاطه عن الاعتبار باساليبه الأخرى ، كما سنلمح إليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى . .
والمأمون . . الذي كان قد فعل بالإمام الرضا [ عليه السلام ] من صنوف المكر والتآمر ما فعل ، حتى لقد اغتاله أخيراً بأسلوب أدنى من أن يقال فيه : إنه أسلوب جبان وعاجز ، هو نفسه المأمون الذي يتعامل الآن مع الإمام الجواد [ عليه السلام ] ، ولعله أصبح أكثر إصراراً على المضي في خططه الماكرة ، الرامية لإنهاء أمر الإمامة والإمام ، ما دام أنه يرى فيهما خطراً جدياً ، يتهدد وجوده ومستقبله في الحكم ، ومعه بنو أبيه العباسيون . .
ولا نجد فيما بأيدينا من نصوص ووقائع ما يبرر لنا الاعتقاد ، بان المأمون قد أصبح بين عشية وضحاها تقياً ورعاً ، ومعتقداً بإمامة الأئمة ، ومهتماً بإظهار علومهم ، ومعارفهم التي اختصهم الله تعالى بها . وأما فيما يرتبط بتزويجه ابنته أم الفضل للإمام الجواد [ عليه الصلاة والسلام ] [1] ،



[1] وبما أننا لا نشك في أن الإمام [ عليه السلام ] قد كان يعلم حقيقة نوايا المأمون وأهدافه من أمور كهذه . . ويعلم أيضاً : أن هذا الرجل هو نفسه الذي ارتكب جريمة قتل أبيه الإمام الرضا [ عليه السلام ] بالأمس . . فإن هنا سؤالاً طرحه المحقق البحاثة الشيخ الأحمدي حفظه الله ، لا بد من الإجابة عليه . . والسؤال هو : هل كان هذا الزواج بتأثير ضغط مارسه المأمون نفسه على الإمام الجواد وعلى أبيه [ عليهما السلام ] من قبل ؟ ! أم أن الإمام نفسه كان يرى المصلحة في زواج كهذا . كزواج النبي [ صلى الله عليه وآله ] بعائشة وسواها ؟ ! ونقول في الجواب : لعل الشق الأول من السؤال هو الراجح . . فإن مصلحة المأمون - وليس الإمام [ عليه السلام ] - في زواج كهذا قد كانت ظاهرة جداً . . فراجع كتابنا الحياة السياسية للإمام الرضا [ عليه السلام ] ص 208 - 219 .

81

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست