responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 74


وهو مع أنه كان قد جرب ذلك مع الإمام الرضا [ عليه السلام ] من قبل ، وفشل في تجربته تلك . . إلا أنه - وهو يرى صغر سن الإمام محمد التقي الجواد [ عليه السلام ] - لعله قد استبعد كثيراً : أن يكون [ صلوات الله وسلامه عليه ] قد تمكن - وهو في هذه السن - مع تحصيل العلوم والمعارف اللازمة في مقام التحدي ، والتي تؤهله للفلج والظفر في مقام الحجاج ، والخصام . .
وبعد . . فإن سؤالاً يبقى يتردد حائراً هنا ، وهو : ماذا عسى كان هذا الخليفة سيفعل ، له أنه لم يجد عند هذا الصبي الصغير ، الجواب الكافي ، والشافي على سؤال عن أمر غيبي ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى . .
فهل سيقتله - كما صرح به النص المتقدم على لسان المأمون نفسه : « قد دنا حتف ذلك الصبي على يدي » . - ليشتهر بين الكافة في أرجاء العالم الإسلامي بأسره : أن سبب قتله هو جرأته وعجزه عن الإجابة الصحيحة في أمر يدعي لنفسه العلم به ؟ وليبطل من ثم هذا الأمر فيه ، وفي ولده من بعده ، وحتى في آبائه من قبل . . وذلك لأن الهدف الأول والأخير له هو تكذيب هذا الأمر فيهم . . كما ألمح إليه هو نفسه بقوله : « صدقت ، وصدق أبوك وصدق جدك ، وصدق ربك » . . هذا الكلام الذي يتضمن اعترافاً له : بان لديه - حقاً - ذلك العلم الخاص الذي يدعيه لنفسه ، وأنه تلقاه من أبيه ، عن جده ، عن ربه سبحانه أم أن كلمته تلك كانت نزوة عارضة ، لا تعكس الرأي السياسي الهادئ والمتزن لذلك الرجل الماكر الداهية . . وأن رأيه النهائي والأخير فيه والحالة هذه هو أنه سوف يبقيه هكذا . . فارغاً من معنى الإمامة ، ومن خصائصها ، ليكون سنداً قوياً ، وحجة دامغة ، على كل من يحاول أن يدعيه ذلك له ، في مختلف الظروف والأحوال ، وبذلك ينتهي

74

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست