نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 73
للمأمون حساسية خاصة تجاهها . . وقد سبق للمأمون مع الرضا [ عليه الصلاة والسلام ] ما يؤكد هذا المعنى ، ويسير في نفس الاتجاه . والمأمون . . هو ذلك الرجل العجيب ، الذي يهتم برصد كل تحركات خصومه ، أو من يرى فيهم مشروع خصوم له في وقت ما . . وقد تقدم بعض النصوص الدالة على ذلك فلا نعيد . . جيم : التحليل : في هذا الحدث إشارة عديدة هامة ، إن بالنسبة لموقف التقي الجواد [ عليه الصلاة والسلام ] . . وإن بالنسبة للخليفة المأمون . . ونحن نكتفي هنا بالإشارة والإلماح إلى ما يلي : إن الخليفة الذي من ابسط مميزاته ، هو اهتمامه بالحفاظ على أبهة الملك ، وجلال السلطان . . لم يكن ليرجع عن صيده ، لأمر عادي وتافه ، وبهذه السرعة . . حتى أن ذلك الصبي كان لا يزال يقف مع أترابه أولئك . . بل لا بد أن يكون الذي أرجعه عن مقصده ، من جلائل الأمور ، وعظائمها ، ومما له مساس قوي بأساس الملك ، ومصير النظام كله . ولا سيما إذا كان رجوعه عن مقصده بهذه الصورة المثيرة ، وغير المألوفة ، مصحوباً بحركات تشبه حركات الممرورين ، أو المشعوذين ! ! ، ومن أجل امتحان صبي يقف مع أترابه ! ! فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن المأمون قد كان - في الحقيقة - بصدد إبطال ما يدعيه أئمة أهل البيت [ عليهم الصلاة والسلام ] من العصمة ، ومن العلم الخاص ، الذي تلقوه عن آبائهم [ عليهم الصلاة والسلام ] ، عن النبي الأكرم [ صلى الله عليه وآله ] ، عن الله جل وعلا . .
73
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 73