responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 39


العسكريّة والمصارف والبنوك والاقتصاد والإدارة وغيرها ، وهذا الإشكال وقعت فيه المذاهب الإسلاميّة الاُخرى من أهل السنّة ، وإن هم أنكروا على العلمانيّين الغربيّين والعلمانيّين المسلمين ، بل كفّروهم ، أو حكموا بضلالهم ، ولكنّهم يتبنّون نفس المعنى وإن اختلف اللفظ ، وقال البعض في قوله تعالى : * ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء ) * [1] ، أنّ القرآن ليس تبياناً لكلّ شيء من اُمور الدنيا ، بينما ذهب البعض الآخر إلى القول بأنّ القرآن ليس فيه تبيان لكلّ شيء من الدين والدنيا ، ومع ذلك فإنّ بعض المفسّرين - كالمفسّر الطنطاوي له تفسير يبيّن فيه المعجزات العلميّة العديدة التي ذكرها القرآن ، ثمّ أثبتها العلم بعد عدّة قرون ، فهم يتخبّطون في فهم هذه الآية ، ومع كلّ ما تقدّم فإنّ الذين قالوا : إنّ القرآن فيه كلّ شيء من الدين قد اصطدموا بأنّ ظاهر القرآن ليس فيه كلّ شيء من الدين ، فضلاً عن الدنيا ، ولذلك ذهب البعض - متوسّلاً في الخروج من هذه المشكلة - : إلى إنّ السنّة النبويّة داخلة في هذا النطاق ; لقوله تعالى : * ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) * [2] ، فتكون السنّة النبويّة داخلة في التبيان لكلّ شيء المذكور في الآية الكريمة ، وعندما رأوا أنّ ظاهر القرآن وظاهر السنّة ليس فيهما تبيان لكلّ شيء ضمّوا لهما الإجماع باعتباره مصدراً من مصادر التشريع ، وأنّه حجّة ، ولكنّ هذا لم يحلّ المشكلة أيضاً ، ثمّ ضمّوا القياس والظنّ والرأي .
ومن هنا فإنّهم وقعوا في مشكلة أنّ ظاهر القرآن وظاهر السنّة ليس فيهما تبيان لكل اُمور الدين ، فضلاً عن الدنيا ، ففتحوا باب العقول والتجارب البشريّة ، وهذا عين ما يدعو إليه العلمانيّون ، وهم كفّروا نصر حامد أبو زيد - ونحن لسنا بصدد تصحيح مسلكه وتقليده للحداثويّين الغربيّين ولكن نقول : إنّ ما طرحه هو تتبنّونه أنتم وإن



[1] سورة النحل : الآية 89 .
[2] سورة الحشر : الآية 7 .

39

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست