responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 214


أكبر فتنة أصابت المجتمع الإسلامي ، وأنهكت قواه ، سواء المادية أو العسكرية ، هذه الفتنة التي وصف خطرها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله :
« فإنّي فقأت عين الفتنة ، ولم يكن غيري ليجترئ عليها » [1] ، فحارب الإمام عليّ ( عليه السلام ) من كانت تحمل لقب اُم المؤمنين ، هذا اللقب الذي ورد في القرآن الكريم ، وأصبح له هالة من القدسيّة والتعظيم ، وتفضيل زوجات النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وإن قرّر في القرآن الكريم ; وأنّهنّ اُمّهات المؤمنين ، ولكن بشرط التقوى ، ومع سقوط هذا الشرط لا يبقى لهنّ التفضيل ، كما بيّنه قوله تعالى : * ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) * [2] .
وكانت حرب عليّ ( عليه السلام ) لبعض من يُدعى أنّه من العشرة المبشّرين بالجنة كشفت زيف هذه الفكرة وأبطلتها وبثّت الوعي في الاُمّة ، ليظهر الحقّ ويُعلم أصحابه وتنكشف أوراق الظلمة ، لتنجلي الغبرة عن أعين النّاس ، فتتبّع أصحاب الحقّ ولتكون مع الإمام عليّ ( عليه السلام ) الذي قاتل مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) على التنزيل كذلك هو الذي يقاتل الآن على التأويل .
ومع ذلك تأوّلوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأنّه سفك دم المسلمين ، كذلك استباحوا سفك دم الإمام الحسين ( عليه السلام ) بأنّه شقّ عصا سلطان يزيد ، واعتبر خارجاً عن سنّة جماعة السقيفة .
فالإمام الحسين الذي اصطفاه الله للمباهلة وكان أحد أفرادها ، فبالرغم من صغر سنّه اختاره الله دون باقي الصحابة من أصحاب اللحى والعمائم ، هذا الاعتبار الذي يحمله الحسين ( عليه السلام ) وهذه الشهادة الإلهيّة القرآنيّة التي برهنت على أنّ الله اصطفى هذا



[1] نهج البلاغة : 137 ، الخطبة 93 ، ولكن ورد فيها : « ليجترئ عليها أحد غيري » - بحار الأنوار : 33 / 366 ، باب 23 - قتال الخوارج واحتجاجاته ( صلوات الله عليه ) ، الحديث 599 .
[2] سورة الأحزاب : الآية 32 .

214

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست