نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 215
الطفل الصغير من دون سائر المسلمين لمباهلة النصارى تلك المباهلة التي أرغمت اُنوف أعداء الإسلام بفضل هؤلاء ، فاصطفاه الله كما اصطفى عيسى للنبوّة وهو في المهد ; لكي ينقدح في عقليّة الاُمّة قدر هذا العملاق ، وما يستحقّ من التكريم والتبجيل الذي هو أحد إمامين قاما أو قعدا [1] ، وهو الذي يحمل وسام « حسين منّي وأنا من حسين » [2] . كربلاء وشرعيّة حكم أبناء الطلقاء لا شكّ أنّ كربلاء قد خرجت عن كونها معركة بين جيشين ; لأنّها أصبحت المصداق الذي أزال عن حكم الطغاة جميع الصفات الشرعيّة التي كان قد أثبتها لحكمه طيلة الفترة الماضية ، وقد صدق القول بأنّ كربلاء نجحت في فصل الشرعيّة عن السلطات الحاكمة آنذاك ، والتي كانت تتذرّع بسنّة الجماعة من أجل اتّهام المصلحين بالمروق والخروج عن الدين ، وهذا يكشف أيضاً أنّ هذه الجماعة إنّما هي جماعة بلاط السلطان وخلافة السقيفة ، وبذلك كشفت دماء الحسين الزكية زيف هذه الحكومات الطاغوتيّة المتجبّرة ، وقد احتجّ من احتجّ منهم على خروج الحسين ( عليه السلام ) بأنّه يسبّب الهرج والمرج . ونحن نقول : إنّ تربّع الفساد الخلقي والإداري على رأس السلطة هو الذي يوجب ذلك ، وإنّ إزاحة هذا الفساد هو الذي يساهم في إزاحة الهرج والمرج والقضاء عليه .
[1] بحار الأنوار : 21 / 279 ، باب 32 - المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل والمعجزات . إعلام الورى / الطبرسي : 1 / 421 ، الفصل الثاني : في ذكر الدلائل على إمامته . [2] كامل الزيارات : 116 ، الحديث 126 / 11 ، الباب 14 - حبّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، والأمر بحبّهما ، وثواب حبّهما . المستدرك على الصحيحين / الحاكم : 3 / 378 ، أوّل فضائل أبي عبد الله الحسين بن عليّ ( رضي الله عنه ) ، الحديث 4883 .
215
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 215