نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 200
عند الله تعالى إلاّ بالإمامة . وكذلك آية المودّة في قوله تعالى : * ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) * [1] . أي أنّ الدين في كفّة بما يتضمّنه من توحيد وعدل ونبوة ومعاد ومودّة أهل البيت في كفة اُخرى ، فمن غير المناسب أن تكون الإمامة ومودّة أهل البيت قد جُعلت من ضمن فروع الدين ; لأنّ المودّة التي أرادها الله والنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إنّما هي أجر الرسالة ، وجهد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذه حقائق قرآنيّة وليست من باب المغالاة كما يتّهمنا البعض . اُصول الدين بين مرتبتي الإيمان والإسلام ذهبت مدرسة أهل البيت إلى أنّ هناك اُصول الدين في مرتبة الإيمان ، وهي تتكوّن من التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد يوم القيامة ، وكذلك اُصول الدين في مرتبة الإسلام فتتضمن التوحيد والنبوّة والمعاد ، وهي الاُمور التي إذا أظهرها الإنسان أصبح مسلماً في الظاهر . فاُصول الدين ، سواء في مرتبة الإيمان أو الإسلام ، تتضمّن مفهوم التوحيد ، فهناك توحيد في الذات وتوحيد في الصفات ، والنبوّة إنّما هي توحيد في التشريع ، وأمّا الإمامة فهي توحيد في الحاكمية السياسيّة والقضائيّة والتنفيذيّة ، ونحن نعتقد أنّ الإمام مرتبط بالله في كلّ شيء ابتداءً من الاُمور الجزئيّة وانتهاءً بالاُمور الكليّة ; لأن ّالإمام يمثّل مشيئة الله فهو لا يعصي الله ما أمره ويفعل ما يؤمر . ولذلك فنحن نرى أنّ الإمامة توصل إلى طاعة الله في الاُمور الدينيّة والشؤون الماليّة والقضايا السياسيّة والعسكريّة والتشريعيّة ، وفي كلّ الاُمور ، كما يستظهر من قوله تعالى : * ( تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى