نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 105
وإخراجهم من الظلمات إلى نور الهداية ، ليصبح دم الحسين ( عليه السلام ) مشعلاً ترفعه الأجيال في مختلف العصور ، وشعار تردّده في وهج الثورات ، وهذا ما نراه في العديد من الثورات التي قامت بعد استشهاده ( عليه السلام ) ، فكان شعارها الذي ترفعه - وإن كان في بعضها زيفاً وتزلّفاً لاستمالة الجماهير - ( يا لثارات الحسين ) ، ليتزوّد الثوّار من كربلاء العزم والإصرار ، والتصميم على النصر . الثاني : إنّ نفس عقد هذه المجالس من قِبل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لرثاء وندبة الحسين ( عليه السلام ) ، سواء كان في المسجد النبوي أو في بيوت أزواجه ، كان غرضه ( صلى الله عليه وآله ) منها شدّ الناس لهذه الفاجعة ، وزيادة في حالة الترقّب لها ، وما تلمّ به من مصائب سوف تحلّ بالاُمّة الإسلاميّة ، ولذلك أتحف النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) اُمّ سلمة بقارورة فيها قبضة من تراب الشهادة من أرض كربلاء ، لتكون جرس الإنذار ، وناقوس البداية لمصائب سوف تحلّ بالاُمّة الإسلاميّة ، ومتاهات يقع فيها المجتمع الإسلامي . إذاً فالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ومن خلال إقامته مجالس العزاء والندبة على ولده الحسين ، أراد أن يبيّن للناس مظلوميّة ولده الشهيد ، ليصبح الرثاء والندبة على الحسين ( عليه السلام ) سنّة دأب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) على إقامتها ، وربّى المسلمين على تجديدها ، فهي سنّة نبويّة ولم تكن - كما يدّعي البعض من اختراعات الشيعة الإماميّة ، وما يقوم به أتباع مذهب الحقّ والفرقة الناجيّة ، من تجديد ذكرى شهادة السبط في كربلاء ما هو إلاّ امتثالاً لأمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، واتّباعاً لسنّته ( صلى الله عليه وآله ) . السنن الإلهيّة في رثاء الحسين ( عليه السلام ) لم يقتصر رثاء الحسين ( عليه السلام ) على كونه سنّة نبويّة دأب الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على إقامتها ، لينحصر الدليل فيها على شعيريّة تجديد الذكرى من قِبل أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بل إنّ رثاء وندبة الحسين ( عليه السلام ) والبكاء عليه إنّما هو سنّة إلهيّة حصلت في الدنيا ، قبل قيامها في الآخرة ، وهذا ما سوف يتّضح من خلال البحث .
105
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 105