responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 106


البكاء على الحسين ( عليه السلام ) سنّة إلهيّة تكوينيّة من الاُمور التي تخبرنا بها كتب الفريقين ، وهي حصول بعض الظواهر في الكون المرافقة لبعض الأحداث ، فهذا ابن عساكر ينقل لنا ، بأسانيد متّصلة الكثير من الروايات التي تدلّ على أنّ السماء بكت دماً عبيطاً ، وتغيير لونها حتّى أصبح أشدُّ حمرة ببكائها على الحسين ( عليه السلام ) ، وأنّ جدران المدينة ، وبيوت العراق كانت تصطبغ باللون الأحمر ، وتبقى لشهور تدمي على سيّد الشهداء ، وما رفع حجر في أرض فلسطين إلاّ ووجد تحته دماً عبيطاً [1] ، فهذه الظواهر تدلّ بوضوح على أنّ البكاء والندبة على سيّد الشهداء إنّما هو سنّة إلهيّة . وكذلك الطبري في تفسيره في ذيل سورة الدخان عند قوله تعالى : * ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ والأرض وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) * [2] .
فقد شاء الله تعالى أن يستمرّ منهج الحسين ( عليه السلام ) مع جميع الأجيال ما دامت الدنيا باقية ، ليصبح دمه الشريف من المصاديق التي أرادها الله تعالى لحفظ هذا الدين ، وإبقاءً لشريعة سيّد المرسلين ، ليتجلّى من دمه الطاهر منهجاً يقوّض أركان الانحراف ، ويؤسّس مقوّمات الدفاع عن الذكر الحكيم ، بوجه أمواج التحريف * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) * [3] ، فالحسين ( عليه السلام ) قرآن ناطق ، يترجم لنا المفاهيم



[1] راجع تاريخ دمشق : 14 / 225 وما بعدها ، الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وتفسير الطبري في ذيل الآية 29 من سورة الدخان ، بل قد ذكر المؤرّخ البريطاني في كتابه انكلوساكسون = ANGLO SAXON ترجمة « G . N . Garmonsway » ص 38 - بروفيسور في الكليّة الملكيّة في لندن أنّه في سنة 685 الميلاديّة - : « أنّ السماء مطرت دماً في بريطانيا ، وأنّ الحليب والزبد أيضاً تحوّلا إلى الدم » ، وهي سنة مقاربة لسنة ( 61 ه - ) هجريّة سنة استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
[2] سورة الدخّان : الآية 29 .
[3] سورة الحجر : الآية 9 .

106

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست