responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 438


أضرع إلى الله في تيسير النظر إلى محياه لتغمرني أنوارها فأثبت حينئذ جملة صالحة بأسنة البنان ، وأخبر عن النظر ، فإن البون كبير بين الخبر والعيان . توفي في شعبان سنة ست وثمانين وسبعمائة بشيراز ، هكذا ترجمه المجد .
شاهين : الأمير شجاع الدين الرومي ، ثم القاهري ، الجمالي الحنفي ، أحد الأمراء العشراوات الماضي شقيقه سنقر . ولد تقريباً في سنة ثمان وثلاثين ، وملكه الجمالي - كما تقدم - في ثلاث وخمسين ، وقد بلغ فتعلم الكتابة وأجادها ، وحج في سنة اثنتين وستين وفهم ، وتطلع إلى الترقي .
فأخبرني أنه قرأ على الزين قاسم بن قطلوبغا شرحه لمختصر المنار في أصولهم وعليه وعلى الصلاح الطرابلسي القدوري ، وعلى النجم بن قاضي عجلون في الصرف والعربية ، وكذا على البدر بن خطيب الفخرية فيها ، وعلى البدر المارداني في الفرائض والحساب ، وتردد إليه كثيرون من فضلاء المذاهب كالسيد شيخ القجماستية وعباس المغربي وغيرهما ، فكان يتدرب بمذاكرتهم . بل قرأ على الفخر الديمي البخاري ، وكذا الشفاء غير مرة وغير ذلك ، وتميز وشارك في الفضائل ، وظهرت براعته ، وعمل شادية عدة سنين ، بل ندبه السلطان للوقوف على عمارته في البندقانيين والخشابين ، وقبل ذلك في مكة ونواحيها وكإجراء عين عرفة وعمارة مسجدي نمرة والخيف فشكر ، وكانت له في كله اليد البيضاء وحمدت مباشرته بالنسبة لغيره لعقله ورفقه وفهمه وعدم هرجه وسكونه ، وهو في كل ذلك راغب في لقاء الفضلاء ، محب في الاستكثار من الفضائل إلى أن استقر به الأمر في مشيخة الخدام بالمدينة النبوية سنة إحدى وتسعين عقب شغورها بموت قاتم قليلاً ، وأرسل مملوكه جان بلاط نائباً عنه حتى ورد هو في آخر السنة مع الركب ، فباشرها . وقام بإعادة المنارة الرئيسية بعد نقضها حتى بلغ الماء لميلان كان بها . ونقض علو القبة الشريفة لشقوق كان بها وإعادتها مع قرب عمارتها بل أضاف لضريح السيد حمزة من جهته اليمنى رحاباً واسعة بها ، وأدخل البئر . وكذا رمم حصن أمير المدينة وبعض السور المحيط للاحتياط لذلك ، وبعد انتهاء هذه المآثر والقرب رسم بتوجيهه لنيابة جده ، وأضاف لذلك في ثاني سنيها عمارة بالمسجد المكي كعلو بئر زمزم ورفرف المقام الحنفي . ثم سقاية العباس وساعده فيها أخوه ، واجتهد بعد في إجراء عين حنين .
وراسل سنة خمس في الاستعفاء من جدة أنفه من الجمع بين الأمرين المتنافرين ، فصرف عنهما معاً ، ففي جدة بتنم ، ورسم له بتدريبه في مباشرتها ، وفي المشيخة بالطواشي أياس الأشرفي الأبيض ، وقدم فباشر ، ولم يلبث أن مات بالمدينة في رجب سنة ست وتسعين . وأعيد صاحب الترجمة بعد شغورها قليلاً إلى أن عين لإمرة الركب الأول في السنة المشار إليها ، وتعب كثيراً ممن كان معه ، ثم رجع بالركب ، وترك مملوكه بالمدينة . فباشر سنة سبع إلى أن ورد مولاه مع الركب في آخرها ، فباشر على عادته ، ورسخت قدمه ، وابتنى بها داراً بلصق المدرسة الشهابية المقاربة لباب جبريل أحد أبواب المسجد النبوي ، ثم رغب عنها لصاحب الحجاز ، ثم عوض عنها

438

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست