responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 439


بقربها داراً لسكناه وجعلها متصلة بدار المشيخة القديمة . وفي سنة ثمان وتسعين حصلت صاعقة رمت جانباً من المنارة الرئيسية فسقط على سطح المسجد بعض أحجارها بحيث خسف بعض المباني التي علو موقف الزائرين ، فبادر لتنظيفها مباشراً ذلك بنفسه ، وأصلح بعضه ثم رسم بإصلاح المنارة ، فأصلح ما أمكنه من ذلك ، وترك الباقي إلى مجيء مهندسها أو غيره ، وأصلح بعلو سطح مسجد قباء ساتر الكرسي الذي جدده ابن الزمن ، كان قد تداعى للسقوط ، وكذا جدد سقف مسجد القبلتين والمسجد الذي جمع فيه ومحل عتبان بن مالك ومسجد بني قريظة من العوالي . وفي سنة اثنتين وتسعين حين جاء على ولاية المشيخة عين في مدرسة السلطان غالب صوفيتها ، وفوض إليه فيها النظر في القبة التي على الحجرة النبوية حين تشققت من أعاليها وفي المنارة الرئيسية ، فأحكم الأمر في ذلك . ونمت أمواله بحدائق اشتراها كبئر بضاعة أحد الآبار النبوية ، وجل بها النفع سوى ما يستأجره منها وما هو تحت نظره ، واقتدى في هذا ونحوه بعمر بن عبد العزيز كاتب الحرم ، وعظم شأنه بالأقطار الحجازية عند أمرائها وأشرافها وقضاتها وعربها وقبائلها ، بحيث كان الانفراد بذلك مع إمساكه ، ولكنه في الجملة أبسط من أخيه . وسار يعمل المولد في ليلته بالروضة النبوية بين العشائين ، ثم بمنزله بعد العشاء ويقرأ الشمس المسكين بين يديه من محل جلوسه بصحن المسجد الشريف في السير والحديث والتفسير ونحو ذلك ، ويحضر ذلك من شاء الله من القضاة وغيرهم ، ولا يخلو غالب أوقاته عن تلاوة أو مطالعة مع سبع يقرؤه كل ليلة في جماعة بعد صلاة العشاء . وكان قبل ذلك يتذاكر في شرح الهداية مع الشمسي بن جلال وقبله قليلاً مع الطرابلسي ويجود القرآن قبله وبعده مع الشمس البكري ، ويتخاصم بمجلسه أو بحضرته الطلبة بالكلمات الفاحشة المنكرة والمشافهات القبيحة . ولا ينكر عليهم . ولما كنت بالحضرة الشريفة تكدر بين الخطيب الوزيري والشريف السمهودي من ذلك وقالوا : لو لم يكن يرضيه ما جسر الخطيب عليه ، وكان يرغبني في الزيارة النبوية ويفهم تلقنه للأخذ ، فلما قدمتها في أثناء سنة ثمان وتسعين وكانت معاملة قانم معي أحسن بل لا نسبة لهذا به . نعم عنده من تصانيفي أشياء ، والله يحسن العاقبة . وتزوج ابنة أستاذه بعد موت زوجها الأمير خير بك الظاهري خشقدم ، ثم فارقها بعد أن أولدها ما أثكلاه ، وبعد مدة تزوج ابنة أخيها الكمالي بعد موت والدها ، وكذا زوج ابنته من مستولدة له بمملوكه جان بلاط ، وكان العقد في ثامن شعبان سنة ثمان وتسعين بسكن أبيها . أقول : وذكر المؤلف في تاريخه باختصار مما تقدم مع عظمته ، وذكر وظائفه وعمائره بالحرمين الشريفين ، وهو كفؤ في كل ما كان يفوض إليه حسن النظر والتأمل وإنفاد أوقاته بالعبادة والتلاوة وسماع الحديث والمطالعة والتطلع إلى الترقي في الفضائل ، وعنده من تصانيفي عدة لما حواه من كتب العلم . وبالجملة فهو نادرة في أبناء جنسه ، حسنة من حسنات الدهر ، ومحاضرته جيدة وأدبه كثير ، وعقله شهير ، وأهل طيبة

439

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست