نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 20
السبي ، وأخرى وهبتها له زينب ابنة جحش . ومن الخدام والموالي ومن أفردتهم في جزء . ومن الخيل ، والبغال ، والحمير ، واللقاح والغنم ، والسلاح ، والملابس ، والأواني ، والكتاب والحراس ، والكتاب ، المكتوب إليهم ، والمؤذنين ، والرسل ، والأمراء ، والشعراء والحداة ، والضاربين لأعناق الكفار بين يديه ، ما لا تحتمل هذه النبذة التعرض لسرده ، فضلاً عن سرد أصحابه ، الذين منهم العشرة المشهود لهم بالجنة ، ولو بالخلاف في حصر عدتهم إجمالاً ، والأصهار والأختان ، والجواري والخطيب ، والفارس ، والراجل ، والرامي ، وأهل الصفة وهم عدد كثير ، أفردت لهم جزءاً مما لا ينافيه قول أبي هريرة رأيت ثلاثين رجلاً منهم يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، ليس عليهم أردية وعد منهم نفسه ، وأبا ذر ، وواثلة بن الأسقع بن طخفة الغفاري . وبالجملة : فلقد تصورت أني لو بسطت هذه النبذة ، وما يلتحق بها ، لزادت على عشرين مجلداً . فلنرجع للنبذة الأخرى في الإشارة بألخص عبارة ، لما الاهتمام باستحضاره ، للزائر منهم ، وللسائر الساري في القربات التي بها يلم ، مما يتعلق بالمدينة الشريفة ، وجهاتها المبهجة المنيفة ، كأسمائها ، وارتفعت لدون مائة عند المجد منها زيادة على ثلثيها ، وأفضليتها على مكة ، وقد ذهب لكل من القولين جماعة ، مع الإجماع على أفضلية البقعة التي ضمته صلى الله عليه وسلم ، حتى على الكعبة المفضلة على أصل المدينة ، بل على العرش ، فيما صرح به ابن عقيل من الحنابلة . ولا شك أن مواضع الأنبياء وأرواحهم أشرف مما سواها من الأرض والسماء ، والقبر الشريف أفضلها ، لما تتنزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة ، التي لا يعملها إلا مانحها ، ولساكنه عند الله من المحبة والاصطفاء ما تقصر العقول عن إدراكه . ويعم الفيض من ذلك على الأمة ، سيما من قصده وأمه ، مع العلم بدفن كل أحد في الموضع الذي خلق فيه ، كما ثبت في مستدرك الحاكم مما له شواهد صحيحة ، ولا يقبض الله سبحانه روح نبيه إلا في مكان طيب ، أحب إلى الله ورسوله ، ولما أمر الإمام مالك المهدي - حين قدومه - بالسلام على أولاد المهاجرين والأنصار ، قائلاً له : ما على وجه الأرض قوم خير من أهلها ، ولا منها ، سأله عن ذلك فقال : لأنه لا يعرف قبر نبي اليوم على وجه الأرض غير قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن كان قبره عندهم ، فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم فامتثل أمره . ومن الأدلة : قوله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة ، كحبنا مكة أو أشد ودعاؤه صلى الله عليه وسلم
20
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 20