نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 21
بضعفي ما بمكة من البركة . وأما اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي ، فأسكني في أحب البقاع إليك فضعفه ابن عبد البر باحتمال كونه صدر ابتداء قبل ما تجدد له من فضائلها التي منها ما عاد على مكة بفتحها . هذا مع العلم بأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله تعالى وما ورد من مضاعفة الصلاة بمسجد مكة زيادة عليها بالمدينة . فأسباب الفضل غير منحصرة فيه ، سيما وكل عمل في المدينة - كما في الأحياء لحجة الإسلام - بألف كالصلاة ، بل في المطلب ، لابن الرفعة : ذهب بعض العلماء إلى أن الصيام بالمدينة أفضل من الصلاة ، والصلاة بمكة أفضل من الصيام ، مراعاة لنزول فروضهما . وعلى هذا : فيما ظهر ، فكل عبادة شرعت بالمدينة أفضل منها بمكة ، إلى غير ذلك من الاتفاق على منع دخول الدجال والطاعون لها ، وكون الوارد في منعها من مكة أيضاً لا يقاومه ، وعلى من صبر على لأوائها وشدتها : كنت له شفيعاً ، أو شهيداً وإيراد البخاري لحديث لا يكيد أهلها أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء وفي لفظ لمسلم لا يريد أحد أهلها بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص - أو ذوب الملح - في الماء فصار من المتفق عليه أيضاً . وما ورد في الترغيب في سكناها ، والموت بها ، مما لم يثبت في الموت بغيرها مثله ، والسكنى بها وصلة له إن شاء الله . وللمجاورة الثابت فيها ، قوله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه والاستشفاء بترابها ، وثمرتها ، وما قارب مائة مما لا حصر له فيه . ولا شك في أن الفضائل الخاصة لا تحدث في الأمور العامة على تقدير وجودها في الجهتين . وبالجملة : فرأيي الوقف لاسترسال الخوض في عدمه ، لما لا يليق بجلالتهما ، كما علمته من مقامة الزرندي في المفاضلة ، وهما - اتفاقاً - أفضل من سائر البلاد ، ويليهما بيت المقدس . وما أحسن ما قاله صاحب الشفاء - بعد أن حكى : بعضهم حج ماشياً ، فقيل له في ذلك ، فقال : العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكباً لو قدرت أن أمشي على رأسي ما مشيت على قدمي - ما نصه : وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل ، وتردد بها جبريل وميكائيل ،
21
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 21