responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 12


وما كان بأسرع من موت أبي طالب فيها ، ثم بعده بثلاثة أيام - أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، فنالت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب ، بحيث كان صلى الله عليه وسلم يسمي ذلك العام عام الحزن ، وبعد ثلاثة أشهر من وفاة خديجة : خرج ، ومعه زيد بن حارثة إلى الطائف ، فلم يجيبوه ، بل أغروا به سفاءهم ، فرجع بزيد لمكة ، فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من جن نصيبين . فاستمعوا القرآن وأسلموا ، وأقام بنخلة أياماً ، وقال له زيد : كيف تدخل مكة وقد أخرجوك ؟ فقال : إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه .
ثم انتهى إلى حراء حتى دخلها في جوار مطعم بن عدي ، فقصد الركن ، فاستلمه وصلى ركعتين ، وانصرف إلى بيته .
فلما كان ليلة السبت - لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، وقبل الهجرة بثمانية عشر شهراً - أتاه جبريل وميكائيل عليهما السلام ، وهو نائم في مكة ، فأسرى به من زمزم إلى بيت المقدس ، بعد أن شق صدره الشريف ، وحشي إيماناً ، ثم عرج به إلى السماء السابعة ، وفرضت الصلوات الخمس ، ورأى ربه عز وجل بعيني رأسه صلى الله عليه وسلم فلما أصبح ، وأخبر قريش بذلك : كذبوه ، وارتد جماعة ، وسألوه أمارة ، فأعلمهم بها ، وأتاه جبريل في صبيحتها ، فأراه أوقات الصلوات .
كل ذلك وهو يدعو الناس إلى الإسلام نحو عشر سنين ، فيوافي الموسم كل عام ، ويتتبع الحاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي المجاز ، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ، فلا يجد أحداً ينصره ولا يجيبه ، حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة ، فيردون عليه أقبح رد ، ويؤذونه ويقولون : قومك أعلم بك ، إلى أن أراد الله سبحانه إظهار دينه .
فساقه إلى هذا الحي الملقبين في الإسلام بالأنصار فدعاهم إلى الله عز وجل ، وقرأ عليهم القرآن . وأسلم من شاء الله منهم ، ووعدوه بالمجيء - هم ومن معهم - في العام المقبل ، ثم حضروا إليه عنده ، فأسلموا وبايعوا على بيعة النساء وغير ذلك ، من غير أن يفرض يومئذ قتال ، وهي العقبة الأولى .
وفي العام المقبل - وذلك في ذي الحجة أوسط أيام التشريق - قدم عليه سبعون فأزيد منهم ، وكان من حج قومهم خمسمائة ، فواعدهم منى ، ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجال : أن يوافوه في الشعب الأيمن إذا انحدروا من منى أسفل العقبة ، فوافوه ، ومعه عمه العباس - قبل إسلامه - متوثقاً له ، وهي العقبة الثانية .

12

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست