نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 78
يفهم ذلك مما ذكره علماء التفسير من أن الخطاب في القرآن الكريم على نحوين : النحو الأول خطاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بوصف الرسالة والآخر بوصف النبوة . ونلاحظ في خطابه بالرسالة يشير أن المخاطب به من شأن من شؤون الرسالة ومسؤوليتها وأمر من أمورها التبليغية كقوله تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } [ المائدة : 67 ] ، فإن تبليغ الناس الإمام علي [ صلوات الله وسلامه عليه ] وأنه صاحب الخلافة الربانية والإمامة الإلهية هو من مسؤوليات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وواجبات الرسالة وأركانها وامتداد لكيانها وتجسيد لذاتها . وهذا بخلاف الخطاب بوصف النبوة فإن المخاطب به غالبا ما يكون من شؤون النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والخاصة به ، ومن لوازم مقامه السامي وشخصيته المعصومة كقوله في مقام تعظيمه في أسرته : { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا } [ الأحزاب : 28 ] ، وقوله تعالى : { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم } [ التحريم : 1 ] ، وغيرها من الآيات . فإن هذه المنزلة لنسائه تعظيما لشأنه ومقامه كما أن تحريمه العسل كان تحريما خاصا على نفسه لخلقه العظيم فيما يكون إرضاء لبعضهن . . وعليه يكون تعليق الفعل في آية الصلوات : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } بوصف النبوة معناه أن شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومنزلته النبوية تقتضي تعظيمه والصلاة عليه أو قل : إن الصلاة عليه استحقها من ناحية خلقه الذي شهد له الحق بعظمته فقال : { وإنك لعلى خلق عظيم } [ القلم : 4 ] ،
78
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 78