responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 47


ولعل ( سكوته ) صلى الله عليه وآله وسلم ( أو صمته كما ما في رواية أخرى ) لما سأل عن كيفية الصلاة كان غضبا لذلك . ففي حديث أبي مسعود كما في ( الموطأ ) لمالك بن أنس ( إمام المالكية ) في كتاب الصلاة ، عن أبي سعيد الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في مجلس سعد بن عباده فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله .
ثم قال : [ قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . . . ] ، وفي رواية الحاكم في المستدرك : فصمت حتى تمنينا أنه لم يسأله . ثم قال [ قولوا : اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد . . . ] .
قد يقال في أول وهلة : كان سكوته صلى الله عليه وآله وسلم انتظارا لنزول الوحي عليه بكيفية الصلوات ليجيبهم بما ينزل ، ( قد يحتمل ذلك ) إلا أن قولهم :
[ حتى تمنينا أنه لم يسأله . . ] يبعد هذا الاحتمال ، وذلك لما تكرر منه صلى الله عليه وآله وسلم من كيفية الصلوات وبيانها ، بل لعل سكوته أو صمته كان لعلمه بنزاعهم على الكيفية في ضم آله معه بعد بيانه ، وهم مع ذلك يعاودون السؤال .
ويؤيد هذا ما في رواية عقبة بن عمرو التي رواها النميري المغربي المالكي في ( الأعلام ) قال : أتى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم رجل فقال : يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله فقال إذا صليتم علي [10] : [ فقولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت . . . ] .
فيا للعجب ! أيغضب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لمجرد سؤال ديني يتعلق بتفسير أمر الله تعالى وهم الآخرون ارتبكوا حتى ودوا أنهم لم يسألوه ولماذا يتكاسل ( والعياذ بالله ) عن مسؤوليته ويبدي غضبه عمن سأله عن واجبه ؟ أيقال ذلك في حق من بعثه الله رحمة للعالمين ؟ والذي يخرجهم من الظلمات إلى النور والذي كان على خلق عظيم . بل يجب عليه أن يبينه لهم انطلاقا من واجبه الرسالي وتكليفه الرباني .



[10] وتلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أطلق على الصلاة الكاملة وهو قوله : [ قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . . ] أطلق على هذا القول : [ إذا صليتم علي فقولوا . . . ] .

47

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست