نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 30
هي ( الصلاة على محمد وآل محمد ) والتعظيم لهم والتنويه عند ذكرهم ، وجعل ذلك فضلا خالدا ، وعبادة الملأ الأعلى ، وذكرا دائما في الصلوات اليومية ، وكل صلاة يعبد الله فيها ويتقرب بها إليه . وقد تحدث عنها أئمة هذه الأمة ، وعلمائها ، ومفسروها ، ورواتها ، وحفاظها ، وأصحاب السير ، ومؤرخوها وفقهائها ، وعبادها العارفون فيها من كل الاتجاهات والمذاهب . . كما ستطلع عليه مفصلا . إن كتب الحديث ، والسير والتفاسير ، وكتب الفقه والأدب ، والشعر ، والمناقب التي ألفها المسلمون بمختلف مذاهبهم ، ومشاربهم قد أبرزت مكانة خاصة ، وموقعا هاما لآل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام متحدثة عن عظمة هذه الشجرة المباركة . . لذا أجمع المسلمون : أن ليس في هذه أمة الإسلام من يملك هذا المقام الإلهي والشرف الرباني ، والميزان التي خص الله بها آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام . فهم وحدهم قد خصهم ب ( الصلاة عليهم ) وجعل تعالى عليهم ( الصلاة عليهم ) واجبة في الصلوات اليومية . . . وقرن ذكرهم بذكر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) [ الأحزاب : 56 ] . وقد علم لسان الوحي أمته صلى الله عليه وآله وسلم كيفية الصلاة عليه وعلى آله مبينا معنى ( المأمور به ) في الآية ، ومصداقه فقال لهم حين سألوه : كيف نصلي عليك يا رسول الله ؟ قولوا : [ اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . . . ] [2] . فليس في هذه الأمة من له هذه المزية ، والصفة مما يعرفنا عظمة ( آل محمد ) صلى الله عليهم وسلم ، ومقامهم ، ووجوب مودتهم ، ولزوم حبهم ، والاقتداء بهم والسير على نهجهم . . فالقرآن لم يؤكد على ( آل محمد ) صلى الله عليهم وسلم أجمعين ولم يبين للأمة مقامهم ، ومكانتهم إلا لفرض الاقتداء بهم بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، والتمسك بحبلهم ، والأخذ عنهم . . فهو عز وجل لم يعرفهم بهذا