نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 225
وقد اتضح لي أن الغفران من الله تعالى في صلاته وكذا استغفار المعصوم تتصور إفاضته وطلبهم على نحوين : النحو الأول ( وهو المقصود في الصلاة عليهم وباستغفارهم ) دفع الذنوب والمعاصي ، وهي عبارة عن فيض العصمة ، والثاني رفع الذنوب ومحوها ، وهي عبارة عن طهارة الأثر الظلماني الذي خلفه الذنب النسبي أو الحقيقي بلحاظ خاص ، وعلى النحو الأول جاء قوله تعالى حكاية عن النبي نوح عليه السلام : { وإن لا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } [ هود : 47 ] فقد استعمل حرف النفي ( لا ) بدل حرف الجزم ( لم ) ليفيد أنه لا يتحدث عن الماضي لأنه لم يصدر منه ما يوجب ذلك ، بل هو يتحدث عن المستقبل ، ويطلب العصمة عن الوقوع في ذلك . وهذا التعبير الدقيق يشير إلى أن طلب الأنبياء عليهم صلوات الله عليهم أو الأئمة من آل محمد عليهم الصلاة والسلام للغفران ، إنما يرى منه طلب دفع المعاصي عنهم ، أي يكون منعا وعصمة عن ارتكابها ، لا رفعها أي لم يكن عليهم ذنب حتى يرفعونه ويمحون أثره بالاستغفار . وبعبارة أخرى الاستغفار لاستمرار إفاضة اللطف الإلهي لتفاعل ملكة العصمة فيهم ، أي استمرار العصمة وبعد السلب عن القابلية الطاهرة ، وهذا ظاهر ولا يخفى على أهل الفضل والعلم . وتوضيح ذلك لأهل الظاهر على سبيل المثال : إذا قام الإنسان المؤمن بمنع وصول النجاسة إلى مسجد ما ، وحافظ على طهارته ولا يدع أحد يلوث المسجد وينجسه سمي هذا الإنسان ( مطهرا للمسجد ) من باب التطهير الدفعي ، وإن لم تكن هناك نجاسة في المسجد أصلا ولا تطهير ، وكذا إذا قام بتطهير المسجد برفع النجاسة الواقعة فيه يسمى ( مطهرا للمسجد ) أيضا ولكن من باب التطهير الرفعي . وعلى ضوء المثال نقول : إن صلاة الله تعالى على محمد وآل محمد عليهم صلوات الله وسلامه ( بمعنى الغفران ) معناها عبارة عن استمرار عصمتهم ولطفه تعالى بهم لدفع كل
225
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 225