< فهرس الموضوعات > * البركة في الفيض الرباني < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > * معنى الصلاة في مقام البركة < / فهرس الموضوعات > ولما كانت ( الصلاة ) تحمل ( فيما تحمل ) معنى البركة ومظنة الزيادة فيما يطلب لأجله فسرها بعضهم بها كما مر في [ اللهم صل على آل أبي أوفى ] ونشير في هذا الصدد : أن قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة الإبراهيمية : [ اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد ] يظهر أنه من باب عطف الخاص على العام أيضا أي أن من معاني الصلاة ( البركة ) وأفردها من بين المعاني في العطف تأكيدا عليها .
ويكون المعنى حينئذ اللهم أفض عليه بركاتك . وبركاته تعالى نعمه الدائمة ، وخيراتها النامية حالا بعد حال التي لا انقطاع لها ولا منتهى ، وهي قابلة للنمو الدائم .
وفي مجمع البحرين : وفي الدعاء [ وبارك على محمد وآل محمد ] أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة . . انتهى .
فتعني الصلاة من الله ( فيما تعني ) أنه يبارك على محمد وآل محمد بتواتر رحماته وتوالي كراماته ، وزيادة خيراتهم التي عمت الخلق ، ونمو الصلاة الفعلية وصدورها من المبدأ ، ويشمل طلب البركة تكثير ذريته وذلك بحكم إطلاق العبارة كما ورد عن النبي الأكرم في دعاءه لفاطمة وأمير المؤمنين في يوم زفافهما : [ اللهم بارك لهما في نسلهما ، وفي لفظ وبارك لهما في شملهما ] [35] .
وأما الصلاة من الملائكة والمؤمنين طلب لتلك البركات والقيام بحركة النماء في جميع مقاماته . وقد أثبت الله لهم جميع بركاته بقوله تعالى :
{ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } [ هود : 73 ] .
فإن { بركاته } جمع مضاف إلى لفظ الجلالة دال على العموم . والآية وإن كانت تخاطب أهل بيت النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام البقية من آل إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام .

[35] ذخائر العقبى ، ص : 33 .

222