نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 206
إن الله سبحانه خص نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بتكريمات لم تعرف لأحد من الأنبياء عليهم السلام ، ومنها ما اقتضاه قوله عز اسمه في القرآن الكريم وفرقانه الحكيم : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلوا تسليما } من التكريم والتجلة والتعظيم ما يقصر عنه سجود الملائكة كلهم أجمعين لأبي البشر خليفة الله في الأرض تكريما له وتعظيما ، فإن سجود الملائكة جميعا ، وفيهم سادتهم المكرمون كجبرئيل ، وميكائيل وإسرافيل وغيرهم من المقربين والكربيين من حملة العرش ومن حوله ، فيه من إظهار الشرف والفضل ما يقصر العقل عن الإحاطة به والانتماء إلى منتهاه . . . لكن أين هو من هذا التعظيم والتكريم الذي كان بفعل الله سبحانه وفعل ملائكته وفعل صالح المؤمنين . فإن معنى الآية من أن الله سبحانه يعتني بإظهار شرف نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، والملائكة تعتني بإظهار فضله ، وأن المؤمنين من البشر وهم خيرة أهل الأرض مأمورون بالاعتناء بإظهار شرف النبوة ، والإعلان عن رفع شأن الرسالة ولعمري هذا شئ عظيم يعجز الواصف عن توصيفه ، وأهل البيان عن تحديده والإفصاح عنه . ومن التكريمات المختصة به والتي لا تعرف لغيره ، ما جعله الله سبحانه من اللطف والكرامة التي لا يحيط بها الوهم ولا يدركها الخيال ، لمن أظهر شرف ذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ( بالصلاة عليه ) والتسليم لديه . وذلك ما ورد في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم . ففي الخبر الصحيح عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكثروا الصلاة عليه ، فإنه من صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة ، ولم يبق شئ مما خلقه الله إلا صلى على العبد ، لصلاة الله وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور ، قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته ] [24] .