responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 18


الملاحظة الرابعة : نقرأ في كتاب الكافي أن العقل هو أول شئ خلقه الله عز وجل . .
وحين خلقه استنطقه ، والرواية جاءت عن أبي جعفر الإمام الباقر " عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام " قال : [ لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له :
أدبر فأدبر ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب ، أما إني إياك آمر ، وإياك أنهى . . وإياك أعاقب وإياك أثيب ] [1] .
وهنا لابد من إعمال الفكر والتأمل في هذه الكلمة وهي [ ولا أكملتك إلا فيمن أحب ] ، فإن الذين يحبهم الله تكتمل عقولهم بهذا الحب حتى كأن حب الله عز وجل هو الذي يكمل العقول فلا ينمو عقل ولا يكتمل في رأس أحد إلا بحب الله عز وجل ، على أن الملاحظة هذه لا تنتهي هنا بهذا الشكل وهذه البساطة ، وإنما هي في حاجة إلى مزيد من تسليط الضوء عليها ، وإعمال الفكر فيها . . فلابد من إثارة دفائن العقل والتفقه في هذه المفردة بالذات حتى نصل إلى المطلوب : وهي [ ولا أكملتك إلا فيمن أحب ] ، وفي القرآن الكريم آيات عديدة تصب في هذا المضمار ، ومنها قوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . . . ) ، ومعنى ذلك أن متابعة النبي والسير خلفه يؤدي إلى اكتمال العقول . . بل أكثر من ذلك : إن العقل لينمو ويتألف ويتعاظم بهذه المتابعة وهي لا تتحقق إلا بالحب والمودة لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام . .
ثم انظروا من ناحية ثانية وهي : أن الرسول الأعظم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " حين يقول : [ حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ] ، فإنه يشير إلى هذه الحقيقة : وهي أن حب الحسين يغذي العقول والأرواح ، وأن العقول تكتمل وتنضج بحب الحسين عليه السلام ، وحين يكتمل العقل يرتفع مستوى الإيمان ، واليقين بل يتعمق الإيمان أكثر فأكثر في القلوب ، وإذا نظرنا إلى الصلاة على النبي وآله ، فإننا نجد أنها تعمق هذا الحب وتسقيه وترعاه ، ومن هنا كانت للصلاة على النبي وآله ثواب يفوق التصور والعدد والحساب .
الملاحظة الخامسة ، وفيها خمس نقاط سريعة ومتلاحقة وهي :



[1] تجد نص الرواية في الكافي ، ج : 1 ، ص : 57 .

18

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست