responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 176


وأبقاك ، وحييتك : أي دعوت لك بأن يحييك الله ، لأنك لاتكالك على إجابة دعوتك كأنك تبقيه على الحقيقة ، وكذلك عمرك الله وعمرتك ، وسقاك الله وسقيتك ، وعليه قوله { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه } : أي ادعوا له بأن يصلى عليه . { وكان بالمؤمنين رحيما } : دليل على أن المراد بالصلاة الرحمة . انتهى .
أقول : ولكن نوع معين من الرحمة فإن الرحمة عنوان عام لها مصاديق لا تحصى يضعف أعداد ما خلق بما تشتمل من أنواع ما تحتاج إليه من الرحمة ويسمى هذا القسم : الصلاة النورانية وهي على مراتب حسب حال المتعلق ، وما يطلبه من لسان استعداده . .
وما ذكره من قوله : كأنهم فاعلون فيه الجمع بين الحقيقة والمجاز ، أما ما اخترناه من الجامع بين المعاني أي القدر المشترك بمعنى اشتركا في قدر مشترك ؟ وهو إرادة وصول الخير إليهم . فالله تعالى يريد برحمته إياهم إيصال الخير إليهم وملائكته يريدون بالاستغفار ذلك . وهذا أولى لأنهم في ذلك حقيقة بلحاظ العنوان العام وهو الانعطاف .
والخلاصة : أن المراد ب‌ ( صلاة الملائكة ) الاستغفار وطلب الرحمة والهداية من الله لهم ، ويقومون بنصرهم عندما ينحرفون أحيانا إذن تلك فائدة { يصلي عليكم وملائكته } وأما تفصيلا هو ما أشار إليه بقوله : { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } ، فهي نتيجة وعلة غائية لذكرهم الله تعالى بالوصف المذكور . فإن ذكرتم الله تعالى ذكرا كثيرا ، وسبحتموه حين تمسون وحين تصبحون فاعلموا أن الله تعالى هو الذي يذكركم بالعناية والمغفرة والرحمة قال عز وجل : { فاذكروني أذكركم . . } [ البقرة : 152 ] .
والمناسبة هنا : أن الصلاة على محمد وآله والتي تعدل الأذكار الثلاث : التسبيح والتهليل والتحميد كما في الأخبار الصحيحة أكبر سبب وأعظم مقتضي في العناية الربانية ، وذكر الله لهم كما ويذكركم ملائكته بطلب الرحمة والاستغفار لكم والاهتمام بما يصلحكم ، وصلاح أمركم ، وظهور شرفكم ، ودعائهم لكم .

176

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست