نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 163
وبعبارة أخرى : أن الرحمة والاستغفار والبركة وغيرها تشترك في التوجه والعناية بحال المرحوم والمستغفر له لذاته أو لغيره والمراد هو القدر المشترك فتكون الدلالة تضمنية لكون العناية جزأ منها . وحتى لو قيل : أن الصلاة مأخوذة من صليت العود سواء كان المخففة كما قال الزركشي ، أو الثقيلة . فإن قولك : صليت العود بالنار ( إذا لينته وقومته ) ففيه معنى الانعطاف إلى النار كما أن المصلي يلين بالحنو والعطف ويسعى في تعديل ظاهره وتقويم باطنه كالخشب الذي يعرض على النار . أو كما قال الزمخشري في الكشاف : أنها من الصلوين ( وهما عرقان عن جانبي الذنب ، وعظمان ينحنيان عند الانحناء فناسب أن يراد بها الحنو والانعطاف المعنويين ) قال : وحقيقة صلى صرك الصلوين لأن المصلي يفعل ذلك في ركوعه وسجوده . ويجوز على رأي من يجوز استعمال اللفظ في معنيين أن يراد بالصلاة هنا المعنيان الأولان ، فيراد بها أولا الرحمة ، وثانيا الاستغفار ، ومن لا يجوز كأصحابنا يقول بعموم المجاز بأن يراد بالصلاة معنى مجازي عام يكون كلا المعنيين فردا حقيقيا له وهو إما الاعتناء بما فيه خير المخاطبين ، وصلاح أمرهم ، فإن كلا من الرحمة والاستغفار فرد حقيقي له ، وهذا المجاز من الصلاة بمعنى الدعاء ، وهو إما استعارة لأن الاعتناء يشبه الدعاء لمقارنة كل منهما لإرادة الخير والأمر المحبوب أو مجاز مرسل لأن الدعاء مسبب عن الاعتناء ، وأما الترحم والانعطاف المعنوي المأخوذ من الصلاة المعروفة المشتملة على الانعطاف الصوري هو الركوع والسجود ، ولا ريب في أن استغفار الملائكة عليهما السلام ودعاءهم للمؤمنين ترحم عليهم . ويوضح هذا الرأي قول المحققين : أنها لغة بمعنى واحد وهو العطف ، ثم العطف بالنسبة إلى الله تعالى الرحمة اللائقة ، وإلى الملائكة الاستغفار وإلى الآدميين دعاء بعضهم لبعض .
163
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 163