نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 128
وقال تعالى في سلامهم في عالم البرزخ : { لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [ مريم : 62 ] . وعلى هذا كل مؤمن كان في أوضاع وأحوال تشابه أحوال هذين النبيين العظيمين فستعمه ، وتظلله هذه السلامة الربانية ، والوقاية الإلهية . وهناك الأنواع الكثيرة التي لا تحصى في مفهوم السلامة وينبغي أن يحمل معنى ( السلام عليك يا رسول الله ! أو أيها النبي ! أو على عباد الله الصالحين ) كما في سلام التشهد أو ( السلام على أهل البيت صلوات الله عليهم في الزيارات ) بالمعنى الواسع للكلمة يشمل سلامة الدين والدنيا وسلامة الإيمان وسلامة الروح والفكر والجسد واللسان والسلوك والعمل والعاقبة ، وكل أنواع السلامة ، سلامة من كل مكروه الذي ليس بعدها إلا دار السلام : { والله يدعو إلى دار السلام } [ يونس : 25 ] . هذا إذا كانت السلامة تعود على المسلم . أما إذا أخذنا السلامة في جانب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وهو الظاهر من الآية فإن الصلوات تكون في مقام الإيجاب فيما ذكر ، والتسليم يكون في مقام السلب عن كل شئ لذواتهم المقدسة ، أما للمسلم عليهم أو للمسلم نفسه إلا أنه يطلب ذلك من بابه ويستمطره من مجرى فيضه تعالى . وللتوضيح أكثر نقول : أن الصلوات لها جانب إيجابي ومفهوم ثبوتي ، فأنت تسأل أن يكون شيئا ويفاض خيرا ، أما في مفهوم السلام فإنك تسأل أن لا يكون شيئا ، وأن يحفظ من مكروه ، وجانب السلب يشمل في مقامه أنواعا كثيرة كما هو واضح ، وبكلمة أخرى : أن الصلاة تكون في مقام التحلية ، والسلام يكون في مقام التخلية على حد تعبير علماء الأخلاق أو نقول بعبارة أهل المعرفة : الصلاة تجل بالجمال والسلام تجل بالجلال .
128
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 128