نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 126
عليه وآله وسلم ولأهل بيته عليهم الصلاة والسلام والانقياد والتعهد لهم أن لا يعمل أي سلبي في إيمانه وأفعاله . والظاهر أن السلام في قولنا : ( السلام عليك وما أشبهه ) أصله ( سلام الله عليك ) أي ليهبك الله السلامة كما يعلم من قوله تعالى : { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } [ النور : 61 ] . ففي حديث عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول فيه : ( إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه فليسلم عليه ، وإن لم يكن فيه أحد فليقل : السلام علينا من عند ربنا يقول الله : { تحية من عند الله مباركة طيبة } [7] . ونقل ابن كثير عند تفسير الآية عن مجاهد : يقول : ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) . ومن المعلوم أن ( السلام عليك ) من مادة السلامة وهو تحية من الله بمعنى الدعاء للغير أي القصد من ( السلام عليك ) ، سلام الله عليك أو نسأل الله أن يسلمك . وعلى وجه العموم عندما يسلم الإنسان فإنه يطلب بالسلام ( بالإضافة إلى إظهار الصداقة والمحبة وبيان الروابط الحميمة مع الطرف المقابل ) تلك الأنواع من السلامة أو بعضها على حسب طيب ( المسلم عليه ) و قابليته واستعداده واستحقاقه ، كما ويطلب بسلامه على المؤمن اقتران حياته بالسلامة واقتلاع الأذى من طريقه ، وتجديد عهد الإسلام معه في عدم الخيانة وأداء الأمانة . إن الله يبعث بالسلام لكل إنسان مؤمن حاملا أنواعا من السلامة له في الحياة الدنيا وفي الآخرة مصاحبة له ما دام مصاحبا لمقتضاها وهو الهدى والإيمان قال تعالى : { والسلام على من اتبع الهدى } [ طه : 47 ] . إن السلام من الله تخف له الروح ، فيملؤها بالنشاط ، يجعل الروح الإنسانية تتسلق الأفراح نشوى بالمعنويات التي لا يرقى إليها وصف ، والتي لا تعادلها أية نعمة