المهدي القائم من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين ، الذي ذكرهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه المستفيض : ألا إن الأئمة اثنا عشر ، وكلهم من أهل بيتي .
ففي البخاري ، كتاب الأحكام ، ج : 9 ، ص : 250 ، عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : [ يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ] .
وفي صحيح مسلم في كتاب الأمارة ، عدة أحاديث في هذا المعنى منها ما عن قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : [ لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش ] . وأيضا رواه الترمذي في صحيحه وأحمد في مسنده فراجع إن شئت التأكد .
ففي الكافي عن أبي حمزة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام إنما يعبد الله من يعرف الله ، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا ، قلت : جعلت فداك فما معرفة الله ؟
قال : تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وموالاة علي عليه السلام ، والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام ، والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم هكذا يعرف الله عز وجل ] ( 63 ) .
2 - معرفتهم في مقام التشريع وهي عبارة عن التعبد بالعبادات والأعمال الشرعية من حلال وحرام وعما ورد عنهم فيما يمثلونه من الدين والنيابة عن جدهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك فقد قال في حقهم فيما روى المسلمون بالطرق المتواترة :
[ إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ] . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : [ إن مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى ] . وغيره من الأقوال الكثيرة ، وعليه فالعبادات التي لم تؤخذ أحكامها وكيفياتها عنهم هي غير مأمور بها ، ولم تقع مورد القبول .

114