نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 10
فعن المحبة والإيمان يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : [ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ] . وعن الإكبار والإجلال لشخصه يقول القرآن : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [ الأعراف : 157 ] . وهكذا يكون التوقير والاحترام تعبيرا عن الإيمان ، وما أعظم الإيمان الذي تكون ثمرته المحبة ، وما أروع المحبة التي تعبر عنها التضحية في سبيل المحبوب . ولما كان " الإيمان " فعل القلب وقول الإنسان وعمله أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : [ الإيمان ما وقر به القلب وصدقته الجوارح ] ، وبما أن القول من معطيات الجوارح كانت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وآله تعبيرا عن الإيمان ولو لم تكن آيات الكتاب ونصوص السنة تدعو المؤمنين لذلك لكان لابد لهم من هذا التعبير العميق . . لتكون الصلوات رباطا نورانيا يربط بين . . . الباطن والظاهر ، وليضيء وجه الحبيب بإشراقة محراب الصلوات فيكون نوره دليلا على قبلة المصلين : لك وجهت في الصلاة بوجهي * حيث محراب قبلتي حاجباك وهكذا اهتدى أعرابي مؤمن بفطرة حبه لمظهر الخير والجمال : [ أن صلاته كلها على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " فكان جزاءه من الله الثواب الجزيل ] [1] . وعندما يصلي رب العالمين ، وملائكته على محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وعلى آله فهل يشعر الكون وما فيه أن لا يصلي عليه ، وأن لا يستغرقه حبه . . ومن هنا يكون الإنسان وهو يؤدي أنشودة الصلوات هذه تعبيرا عن مجرى الحب والإيمان في نسيج هذا العالم كله ، فمن منا لا يحس بصلاة الله وملائكته ترفرف عليه وتغمر الزمان والمكان من حوله وهو يردد مع الإمام زين العابدين عليه السلام أنشودة الحب هذه " كما في الصحيفة السجادية " .