نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 81
المطلب الرابع في صلاة الملائكة : [ . . . وملائكة يصلون . . . ] من الواضح أن { ملائكته } بالإضافة إلى الضمير ولم يقل ( الملائكة ) بالام إشارة إلى عظم قدرهم ومزيد شرفهم بإضافتهم إلى الله تعالى ، وذلك مستلزم لتعظيمه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بما يصل إليه منهم ، من حيث أن العظيم لا يصدر منه إلا عظيم ، ثم فيه تنبيه على كثرتهم ، وأن الصلاة من هذا الجمع الكثير الذي لا يحيط بمنتهاه غير خالقه ، واصلة إليه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على ممر الأيام والدهور مع تجددها كل وقت وحين ، وهذا أبلغ تعظيم وأنهاه وأشمله وأكمله وأزكاه . والجدير بالالتفات والتوجه الدقيق إلى كلمة : { ملائكته } فإنها كما تعرفت بالإضافة التي جاءت للتشريف والتعظيم ، كما وتدل على إفادتها للعموم ، أي أن كل ملك خلقه الله تعالى بلا استثناء يصلي على محمد وآل محمد في ما يناسب مقامه نحو الكمال والتطبيق والملائكة لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم { وما يعلم جنود ربك إلا هو } [ المدثر : 31 ] . وقال الإمام علي صلوات الله عليه وهو يصف كثرة الملائكة ( من أول خطبة في نهج البلاغة ) : [ ثم فتق ما بين السماوات العلا ، فملأهن أطوارا من ملائكته ، منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ومسبحون لا يسأمون لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم . . . ] . وقال في خطبة ( 91 ) والتي تعرف ب ( الأشباح ) : [ ثم خلق سبحانه لإسكان سماواته ، وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته ، خلقا بديعا من ملائكته ، وملأ بهم فروج فجاجها ، وحشا بهم فتوق أجوائها . . . وأنشأهم على صور مختلفات ، وأقدار متفاوتات ، ( أولي أجنحة ) . . . ومنهم من هو في خلق الغمام الدلج ، وفي عظيم الجبال الشمخ ، وفي قترة الظلام الأيهم ، ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض
81
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 81