responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 522


أقصى مراتب الكمال إلى التنزل عن تلك المرتبة والتوجه إلى تكميل الخلق ، وبه أيضا يمكن تفسير قوله تعالى : { قد أنزل الله إليكم ذكرا } [ الطلاق : 10 ] .
بأن يكون إنزال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كناية عن تنزله عن تلك الدرجة القصوى التي لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل على حد تعبير الأحاديث الواردة عنهم إلى معاشرة الخلق وهدايتهم ومؤانستهم ، فكذلك في إفاضة سائر الفيوضات والكمالات هم وسائط بين ربهم وسائر الموجودات فكل فيض وجود يبتدأ بهم صلوات الله عليهم ثم ينقسم على سائر الخلق ، فالصلوات عليهم استجلاب للرحمة من معدنها وللفيوض إلى مقسمها لتنقسم على سائر البرايا بحسب استعداداتها وقابلياتها .
الأمر العاشر : إننا متعبدون بذلك فقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه بهم ونتوسل بجاههم ولا تعلم الأسباب الغيبة والعلل الشرعية للأمور التعبدية إلا ما ارتضى من رسول لأنه فوق العقول ولا يمكن أن تعلل وتحلل عقليا ، وكل ما ذكر هي من باب اللازم من ضم الصلوات إلى الدعاء ، وتأثيرها فيه . وتعليم الإمام علي عليه الصلاة والسلام المتقدم وارد في مقام عرض الدعاء مع الصلوات على الله تعالى لا أنه تعليل لضم نفس الصلوات إليه .
نعم لا يمنع ذلك من بعض الفوائد من ضمها إلى الدعاء لاستجابته أما تكميلا لكيفية أو تأهيلا لعروجه وقبوله أو أن انضمامها يترك أثرا يوجب تغيير القضاء ولما تقتضيه المصلحة فإنه { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } [ الرعد : 39 ] .
وهنا يجب أن تلاحظ كلام الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام في هذا المقام ففي الصحيفة السجادية من دعاء في طلب الحوائج إلى الله تعالى : [ وصل على محمد وآله صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها ، ولا منتهى لأمدها واجعل ذلك عونا لي وسببا لنجاح طلبتي ، إنك واسع كريم ومن حاجتي يا رب كذا وكذا وتذكر حاجتك ] .
ويشير الإمام عليه الصلاة والسلام أن الصلاة هي سبب يتوصل به المؤمن إلى مقصوده من قضاء الحوائج ووسيلة يتوسل بها إلى الوصول إلى المبدأ وعون لإيصال المطلوب إليه .

522

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست