نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 235
له إن هذا ليس له ذنب فقال : [ النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقد أمرت أن أصلي عليه ] [43] . وقال السيد السبزواري ( قده ) في تفسيره على قوله تعالى : { الحق من ربك فلا تكن من الممترين } : والخطاب وإن كان موجها إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن المراد به غيره كما تقدم في قوله تعالى : { ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين } . ونظير هذه الآية كثير في القرآن الكريم قال : { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } ومثل هذا الخطاب مألوف عند الناس ، فإن الملوك إذا نصبوا شخصا لأداء الرعية فإنهم يجعلونه مورد خطابهم مع الرعية في ما لهم وما عليهم ، وعلى هذا جرى خطاب القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم [44] . ولنختم كلامنا في شأن هذا المطلب بفقرات من زيارة الجامعة التي رواها الشيخ الصدوق قدس سره في ( من لا يحضره الفقيه ) و ( عيون أخبار الرضا ) عليه الصلاة والسلام بسند معتبر عن الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام ، والتي تصرح كون الصلاة غفرانا للذنوب ، وطهارة للنفوس ، وتزكية للقلوب . قال عليه الصلاة والسلام : [ وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا . . . ] . أي جعل صلواتنا . . . طيبا . . . فطيبا مفعول ثان لجعل وطهارة وتزكية وكفارة عطف على ( طيبا ) ، وقد اجتمع كل الخير والفضل في هذه المقاطع : ( طيبا لخلقنا ) بفتح الخاء ، أي خلقتنا وتكويننا وولادتنا ، وهو يشير إلى ما استفاض عن العامة والخاصة من أن ولايتهم وحبهم عليهم السلام علامة لطيب الولادة أو يكون ( لخلقنا ) بضم الخاء أي أخلاقنا وسجياتنا فالصلوات سببا لتزكية أخلاقنا ، وتهذيب نفوسنا .
[43] القول البديع ، ص : 23 . [44] تفسير مواهب الرحمن ، ج : 2 ، ص : 145 .
235
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 235